لقد شكل قرار وقف إطلاق النار سنة1991,إنطلاق النبوغ المغربي في فهم التحولات التي يعرفها العالم,من سقوط جدار برلين ,وبداية إنهيار المنظومة الشمولية,إلى النزوح نحو النماذج الديموقراطية ,المبنية على إحترام حقوق الإنسان على قاعدة الحرية,كانت تجلياتها في المغرب مع قرار العفو الشامل,وإلغاء قانون كل مامن شأنه,تأسيس لجنة إستشارية لحقوق الإنسان ثم وزارة قائمة بداتها تهتم بقضايا الحقوق والحريات,مع توفير مناخ سياسي ملائم,من نسختين للدستور والتأسيس لحكومة تناوب أسندت رئاستها للمجاهد عبد الرحمان اليوسفي,مع الوقوف عند العمل الجبار لهيأة الإنصاف والمصالحة,والنتائج المبهرة التي وصلت إليها,حتى أصبحت التجربة المغربية في العدالة الإنتقالية نموذج يحتدى به,
في المقابل ومع بداية تفعيل قرار إطلاق النار سنة 1991,تصدى جنرالات الجزائر لجميع محاولات إصلاح النظام من الداخل ,تارة بإغتيال الديموقراطية وتارة بالإغيال الجسدي( حالة الرئيس بوضياف) ,مع تقوية الترسانة العسكرية ,مستغلين مداخيل البترول ,الدي إرتفع ثمنه في تلك الفترة إلى أرقام قياسية,
بلادة حكام الجزائر كانت تعتقد أن الصراع مع المغرب لن يكون الحسم فيه إلا عسكريا ,طال الزمن أم قصر,والحال أنه في قراءة لجميع قرارات مجلس الأمن ,فالإنتصار يرجع دائما لإنخراط المغرب في منظومة حقوق الإنسان ,ومحاربة الإرهاب,وأن العالم لن يقبل بحرب في المنطقة,
أما جبهة البوليزاريو فإن إعتمادها لنظام إستاليني مغلق ,جعلها تعيش غليانا داخليا كبيرا ,دفع مجموعة كبيرة من الشباب إلى العودة إلى أرض الوطن,وما زاد عزلتها دوليا هو التلاعب بالمساعدات الدولية حسب التحقيق الدي قام به البرلمان الأوروبي,
وفي الأخير يجب أن يفهم من لازال يفكر بعقلية الثكنة أن مستقبل الشعوب ليس في رسم الحدود أو في صراع الهويات ,ولكن في الإنخرط في المسلسل الديموقراطي التنموي المبني على إحترام الآخر,
المصدر : https://tassaout.net/?p=2731