تابعنا على انستغرام

قراءة تحليلية في نص ” توحشت الشعر” للشاعر الزجال عادل لطفي بعين الناقد عمر نفيسي تحت عنوان : اللحظة الشعرية والبحث عن الذات في أفق ماهو كوني وجودي في شعر عادل لطفي من خلال قصيدة” توحشت الشعر”

تساوت 24
2021-08-21T11:09:41+01:00
الاقليميةالجهويةثقافة و فن
تساوت 2421 أغسطس 2021
قراءة تحليلية في نص ” توحشت الشعر” للشاعر الزجال عادل لطفي بعين  الناقد عمر نفيسي تحت عنوان : اللحظة الشعرية  والبحث عن الذات في أفق ماهو كوني وجودي في شعر عادل لطفي من خلال قصيدة” توحشت الشعر”

مند أن عرفت الشاعر الزجال عادل لطفي في بداية العقد المنصرم وذائقتي تخبرني أن في نمطه الشعري شيء مختلف وهو يقتحم عوالم شعرية مذهلة ومستفزة للذائقة … ويكفر بالمألوف الماضوي وكأنه شاعر قادم من مستقبل الشعر .
وكما يعرف أغلب أقربائي في الشعر أنني لا أقتحم عوالم الشعراء بمقارباتي إلا بعد أن يقتحم الشاعر عوالمي بنصه .
واليوم يقتحم عادل لطفي عوالمي بلا هوادة من خلال نصه الزجلي ” توحشت الشعر” بعد أن فتحت أبواب عوالمي طبعا من خلال قوة وعيي بقيمته . وهنا أتذكر كلام أحمد لمسييح وتضمينه أنه يكتب للقادرين على تفجير مكنونات النص ويقصد بكلامه المتلقي المتميز الواعي بقيمة النص .

النص
*****

توحشت الشعر
و اللحظة اللي فيها الكون
بين يدي حُرّ ف سجنه
و ف حُرّيتُه مسجون

توحشت نساوي الكاف
كاف الوجود
على نغمة النون

توحشت نتهرق ف خطواتي
و نهرب من صوت الكلمة
لصداها

توحشت نغسل روحي
ف بحر الكلام
و من بعد
نتشهاها

توحشت الشعر
توحشت نكون

توحشت نفرش الارض
للهارب مني
و نغطيه بنجمة

نركب الريح
نسافر بيها
تسافر بيَّ
لعند لالة العزيزة
الكلمة

نلعب بالمعاني
النوّار
الجبل
الغابة
حكمة الغراب
تهليلة الفجر
خيط الشمس يدبح النهار
و خبز الشوق
يتقاسموه العشَّاقَة

توحشت ف كلامي
الجبال مع الجبال
تتلاقَى

إذا كان دخول مملكة النص الشعري يستوجب الطرق في بابه والمرور على عتبته وعتبته كما هو معروف هي عنوانه وعنوانه يتكون من لفظتين . توحشت / الشعر … وتركيب اللفظتين ينتج لنا جملة مفيدة من فعل وفاعل ومفعول به / توحشت ..أصلها في اللغة المعيار استوحشت وقد جاءت من فعل استوحش والتاء فاعل والشعر مفعول به.
ولفظة استوحش مصدرها استيحاشا وهو الإحساس ب الوحشة جراء الفراق أو البعد والبعاد
والشاعر الزجال يود أن يخبرنا بأنه استوحش الشعر بسبب التباعد الحاصل بينهما والحالة الراهنة التي فرضت على الشاعر أن يبتعد أو يفترق مع شعره أكاد أن أؤكدها وهي الظرفية التي تمر بها كل الإحتفاءات . والمتمثلة في الأزمة العالمية الناتجة عن استيطان فيروس كوفيد 19 للأرض . كما ليس من الضروري أن تكون الظرفية المذكورة سالفا هي المقصودة في النسيج الشعري الزجلي لدى الشاعر حيث لكل شاعر فترة توقف وتسمى بفترة الصيام الإبداعي التي تجعل الشاعر يحس باشتياق لإبداعه . وفي السياق نستحضر مقطع شعري لأحد الشعراء الزجالين إسمه عمر نفيسي وهو يترجم إحساسه بعودة الكلمة إلى بقاع وجدانه بعد صوم إبداعي .

سعدي وفرحي ياوَدِّي
جات الكلمة تاني
حلوة ف لساني
بعد ما كانت
اللكحة والوكحة
تنيير وتسدي
ف بطاح الخاطر
جا (ء) الغيث ونعنع بستاني .

وقد عبر على صومه الإبداعي ب صولة الجفاف في بقاع خاطره وفي نفس الآن يعبر عن فرحه بعودة الكلمة إلى أطراف لسانه مشبها إياها بربيع زركش ربوع بستانه

توحشت الشعر
و اللحظة اللي فيها الكون
بين يدي حُرّ ف سجنه
و ف حُرّيتُه مسجون

نعم إن اللحظة التي يحس فيها الشاعر أنه يمتلك الكون وهي اللحظة التي يكون في محرابه أو على منبره .ففي محرابه يتجرد من كل قيوده ليتمكن من الخلق وفي منبره ينعم بحرية الإنتشاء وهو مسجون ومقيد بتبليغ الرسالة الدلالية .
والأجمل في هذه الفقرة الشعرية هو تصوير الشاعر لطقوسه عبر إنتاجه لصورة شعرية بلغ عمقها حدود الضياع وهذا الإشتغال يكون للكبار الواثقون من وعي من يكتبون له (المتلقى المتميز أو الممتاز) كما ذكرنا سالفا عبر ذكرنا لإسم احمد لمسييح .
حيث أن الصورة الشعرية لدى عادل لطفي حسية مدركة بالحواس… تطردك من كنفها لتعترضك في كنفها وتجعلك تغادر عمق التأويل في انتظار اختمارها وهي تحيط بك في الزمان والمكان . فالصورة الشعرية لدى عادل لطفي تبقى هي المحرك الأساسي لخياله الإبداعي .
وعادل لطفي يشتغل على تطوير الصورة الشعرية داخل النص ليجعلها تتحرك وتثري النص .فداخل هذه الصورة الشعرية نجد توظيفه للتضاد والمقابلة لرصد تلك الحركة داخل النص وكذا المقابلة لخلق الجمال
عبر خلق المفاجأة والإنتقال من حدث الى حدث يضاده …
كل هذا يحدث متعة لدى القارئ وتتيح لك فرصة سبر أغوار النص .
و اللحظة اللي فيها الكون/بين يدي حُرّ ف سجنه …
فحرية الكون تقابلها سجنه / وفحريتو مسجون …فالتقابل بين لفظتين متناقضتين لهما علاقة ضرورية في دلالاتهما جعلت النص أكثر إيحاءا من الوهلة الأولى لتصبح الصورة الشعرية عبارة على لوحة فنية تجريدية .

توحشت نساوي الكاف
كاف الوجود
على نغمة النون

وكأن الشاعر الزجال هنا يشير إلى معاناته مع الوجود فاستوحش أن يساوي كاف الكُنه بنون الكينونة ليطل على جوهر الوجود .
فإذا كان الكاف حرف له عدة وظائف داخل اللغة المعيار لا تهمنا في تحليلنا هذا فقد اكتفى داخل لغتنا المحكية بالحفاظ على وظيفته كحرف تشبيه . ( هذا كِ هذا)
ويمكن أن نجمع على أن بنية الفقرة الشعرية تخبرنا بالزمن أو مدى الحركة التي استغرقها الشاعر وهو يستوحش تسوية كاف الوجود على نغمة النون تمثيلا بوضعية لفظة ” كن” في الثراث الإسلامي الذي يعلمنا أن أمر الله بين الكاف والنون … قولُه تعالى (كُن فَيَكُونُ) ليس معناه أن الله تعالى يخلق كل العالم في لحظة واحدة إنما معناه يخلُق العالم بدون تعب، بدون مشقّة،
والعبارة الإلاهية جاءت تفهيمًا للمعنى لإفهام الخلق،
وحسب ما وقعنا عليه في هذا الإستنباط قد نقول أن عبارة “كن فيكون” هي تقنية لإيجاد أو خلق الأشياء بدون تعب وبدون مشقة . وحيث أن إجادة كل التقنيات تخلف إحساسا بالإنتصار لدى كل تقني ، ف الشاعر هنا يجيد لعبة التقنية داخل الكتابة التي خلَّفت فيه إحساسا بالإنتصار كذاك الذي ترسَّم لنا في تأملاتنا للعبارة الإلاهية ” كن فيكون ” أي أن الشاعر من خلال إبداعه يسمو بتقنية كن فيكون من خلال مصارعته لآليات إبداعه ليساويها بالعبارة الإلاهية التي تختزل أن أمر الله بين الكاف والنون .. إذن فالشاعر يتأله من خلال توظيفه إبداعيا تلك الوظيفة الإلاهية المختزلة في أمره “كن”.

توحشت نتهرق ف خطواتي
و نهرب من صوت الكلمة
لصداها.

هنا نجد الوعي المطلق بالكتابة الشعرية الزجلية بل أعلى درجات الوعي بالكتابة الشعرية الزجلية .
ف الغَرَض في النص هو جدلية الشعر لدى الشاعر الزجال عادل لطفي حيث أن الشعر كلام وهكذا وصفه الرعيل الأول من شعراء الزجل الذين قعدوا له وسموا الشعر بالكلام… … ويقول الدكتور المصطفى وزاغ في هذه النقطة…يطلقون هذه التسمية على الشعر وكأنه هو الذي يستحق وحده أن يسمى كلاما وغيره مجرد هدر.
والكلام كلمة والكلمة نص ( نقول كلمة الإفتتاح والكلمة الأخير … إلخ)

توحشت نتهرق ف خطواتي

هنا الشاعر استوحش أن يهرق في خطواته …وتبقى تيمة النص هي الإطار الذي نشتغل وسطه وهو الشعر… والخطوات التي استوحشها الشاعر الزجال هي مراحل البناء الشعري حيث يكون داخلها وتكون داخله .. أي أن مراحل البناء الشعري التي يرمز إليها الشاعر في نصه بالخطوات هي الآليات التي يصارعها أثناء الكتابة .

و نهرب من صوت الكلمة
لصداها.
نعم كلها مناورات يشتغل عليها الشاعر الزجال الذي تبلغ درجة وعيه بالكتابة الشعرية مستوى عال .
إذ يرمز بصوت الكلمة إلى حروفها ونبراتها . وبصداها إلى المعنى وهو الذي ينفذ إلى فؤاد المتلقي …
وهنا تكون العلاقة ضرورية بين مراحل البناء الشعري التي صرح لنا الشاعر بها في السطر الأول من هذه الفقرة الشعرية والسطر الشعري الثاني والثالث من نفس الفقرة الشعرية والمتمثلة في البناء الشعري والإفصاح على آليات اشتغاله المضمرة داخل النفس الإبداعي .
فعندما يقف المتلقي على أن الشاعر يرمز بصوت الكلمة إلى حروفها ونبراتها أي الصورة المنطوقة أو المكتوبة
وتعرف ضمن آليات الكتابة بالدال …

أما ورمزه بصداها إلى المعنى أي المضمون وهو صورة عقليّة نجدها في الذهن، وتعرف ضمن آليات الكتابة بالمدلول .
والدال والمدلول ثنائية لِسانية لها علاقة متينة يستحيل الفصل بين طرفيها،
وفي المضمار نستحضر بيتا زجليا لأحد الشعراء الزجالين إسمه عمر نفيسي وهو ينظر للكتابة الشعرية الزجلية في قصيدة “لكلام” بديوانه البكر ” مشموم بوح الحال”

كلام حروفو ذر تسطع ف مقام
وافي ومعافي بالدال والمدلول

إذن ف الهروب من صوت الكلمة لصداها هو انغماس مطلق داخل محتويات ومكونات الكلمة وطبعا ف الكلمة كلام والكلام شعر والشعر روح الشاعر .

توحشت نغسل روحي
ف بحر الكلام
و من بعد
نتشهاها

بين الفقرة الشعرية السالفة وهذه الفقرة الشعرية رابط متين مضمر وعلامته الإشتغال على تيمة الكتابة الشعرية وقلنا أن الكلمة كلام والكلام شعر والشعر روح الشاعر.

توحشت نغسل روحي
إذن فالشاعر استوحش غسل روحه التي هي إبداعه الشعري …فهل هذا يعني أن الشاعر يريد تنظيف شعره أم تجديده من خلال تنظيفه عبر عملية الغسل ثم كيف تتم عملية غسل الروح التي دائما هي الشعر .

فالغسل أو التنظيف أو التجديد لروح الشاعر تكمن في اتصاله بتجارب أخرى عبر لقاءات واحتكاكات . وهنا نعود إلى الفقرة الشعرية الأولى أو ما يسمى بالسطر الشعري المطلع والذي يرثي فيه البعد والبعاد على الأشياء التي تساهم في اتصاله الروحي بروحه التي هي الشعر . والجواب كذلك نجده في الفقرة الشعرية الأخيرة التي يستوحش أو يشتهي خلالها لقاء الجبال .

توحشت ف كلامي
الجبال مع الجبال
تتلاقَى .
ويقصد الشاعر بتلاقي الجبال تلك اللحمة المتمثلة في اللقاءات الشعرية التي يتم فيها تصحيح المفاهيم وتنظيف المعارف وغسل أرواح الشعراء فيما بينهم .

إلى هنا نجد أن النص متماسك جدا وهذا راجع لتمتين وحدة الموضوع والناتجة هي الأخرى جراء درجة الوعي العالية جدا بالكتابة الشعرية الزجلية .
فعادل لطفي يفند كلام الذين يقولون أن الإغراق في القصيدة الشعرية الحداثية يفقدها مكون وحدة الموضوع .
فهنا الإغراق وهنا الترابط بين أحداث النص وكلها مضمرة وعلامتها الاشتغال على مكونات الكتابة الشعرية ولا يسعنا إلا أن نقول هنا الشعر .

توحشت الشعر
توحشت نكون

يقول الإستنباط أن جوهر الشاعر وغايته شعره. والشاعر هنا في السطرين الشعريين اللذين بين أيدينا يستوحش الشعر الذي هو غايته وفي نفس الآن يستوحش أن يكون …
فبعد كل هذا التجلي الوجودي الذي وقفنا عليه في بداية هذه القراءة هاهو الشاعر يفتح باب البحث في كينونة ذاته من خلال السطرين الشعرين /توحشت الشعر /توحشت نكون / فماذا يريد الشاعر أن يوضح لنا من خلال هذا التركيب الشعري اللغوي إذا كان جوهر الشاعر شعره أي كنهه والذي صرح لنا أنه استوحشه وفي نفس الآن يكون قد استوحش أن يكون .
فيما لاشك فيه هو أن الشاعر الزجال قد يقتحم فنا آخرا في الكتابة الشعرية الزجلية وهو أسلوب سؤال الذات عندما يعترف اتجاه شعره وكينونته ويخاطبهما وهما يشكلان الذات الشاعرة داخل شعره ، كما يظهر سؤال الذات متكررا في النص الشعري من بدايته إلى نهايته .

توحشت نفرش الارض
للهارب مني
و نغطيه بنجمة

تكررت لفظة “توحشت” تماني مرات والأكيد أن عادل لطفي لم يأتي يهذا التكرار مجانيا لأنني أفقه تطلعاته في تطوير القصيدة والإتيان بأرقى التقنيات البارزة في الكتابة الشعرية الحداثية . فهو دائما ينمق اشتغالاته بالكودات الفنية التي تساعده في الطَّلق الإبداعي أثناء لحظة المخاض الشعري .
حيث أن لكل مخاض نَدهَةُُ تتكرر .
ومن جانب آخر فالتكرار كما وقف عليه الراسخون في النقد الأدبي المعاصر أنه يتمثل في الحالة الشعورية النفسية التي يضع من خلالها الشاعر نفسه كمتلقي
وهو أداة من الأدوات التي يستخدمها الشاعر لتعين القارئ في إضاءة التجربة،و تحرك فيه هاجس التفاعل مع تجربته .
وقد تأخرت هذه الإشارة لهذه التقنية في قرائتي هاته رغم أنني كنت قد فطنت لها مند بداية التحليل إلا أنني أحب أن أقف عند الزمان والمكان أثناء استنباط الأشياء الإبداعية . وفي هذا الوقت المتاخم للمقطع الشعري الذي وقفنا عليه تتلمس قراءتي تلك الحالة الشعورية والنفسية للذات الشاعرة وكذلك حيث حققت التقنية وظيفتها كجمالية .

توحشت نفرش الارض
للهارب مني
و نغطيه بنجمة

نركب الريح
نسافر بيها
تسافر بيَّ
لعند لالة العزيزة
الكلمة

نلعب بالمعاني
النوّار
الجبل
الغابة
حكمة الغراب
تهليلة الفجر
خيط الشمس يدبح النهار
و خبز الشوق
يتقاسموه العشَّاقَة

توحشت ف كلامي
الجبال مع الجبال
تتلاقَى

المقاطع الشعرية الأخيرة والتي جاءت بين مقطعين مطلعهما (اللفظة العمود الفقري) التي هي ” توحشت”
حاصرهم الشاعر في ما يسمى بأسلوب خطاب الذات وهو أسلوب دخل مضمار القصيدة الحداثية حتى بدت تعرف به من لدن العادي والبادي …
علما أن القصيدة الكلاسيكية هي الأخرى لم تخلو البته من أسلوب خطاب الذات بما فيها المتن العيطي .
ويبقى النص الزجلي الذي أوشكنا أن نضعه من بين أيدينا لصاحبه الشاعر الزجال عادل لطفي من بين النصوص الحداثية التي استوفت كل مقومات الكتابه الشعرية الزجلية الحداثية بآليات جد متطورة تطل على فناءات الأساليب البلاغية وعليها طابع جودة نمط الشاعر عادل لطفي ، وكذلك فالنص ينفتح على عدة تأويلات لم تسعفنا حمولاته أن نتطرق لكلها أو حتى جلها كما تظهر شساعة النص الشكلية من إمكانية قراءته من أسفل إلى أعلى دون أن تتفكك مقصديته ومعاني دلالاته ..

مع تحيات عمر نفيسي

FB IMG 1629538356493 - تساوت 24 - جهوية مستقلة شاملة تحدث على مدار الساعة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق