تابعنا على انستغرام

مراكش:مداخلة الأستاذ امبارك كنوني حول موضوع “الثقافة و المثقف” في برنامج “صباح MFM

تساوت 24
2014-12-09T09:24:16+00:00
ثقافة و فن
تساوت 249 ديسمبر 2014
مراكش:مداخلة الأستاذ امبارك كنوني حول موضوع “الثقافة و المثقف” في برنامج “صباح MFM
مبارك كنوني (مراسلة مراكش)
كنوني

من الصعب إعطاء تعريف للثقافة لأن مفهومها يختلف باختلاف الزمان و المكان . في اللغة الفرنسية و الانجليزية كلمة “CULTURE” تعني حرث الأرض و زراعتها و تخصيبها و على المستوى المجازي الثقافة تعني عملية إخصاب الذهن و تعنى كذلك ” le culte ” أي العبادة و التدين لأن الدين كان المنبع الأول للثقافة قديما . مع بداية القرن العشرين عرفت هذه الكلمة انتشارا واسعا و صار من الصعب الوقوف على تعريف واحد يحيط بها . معجم “LAROUSSE” يعرفها بما يلي : ” الثقافة هي مجموع البنيات الاجتماعية و المظاهر الفنية ، الدينية ، الثقافة التي تميز مجموعة أو مجتمعا مقابل آخر ، هي مجموع القناعات المشتركة في طريقة التفكير و الفعل و رؤية العالم . تعريف آخر يقول : الثقافة هو ذاك الجهد المبدول لتقديم إجابات على التساؤلات المحيرة التي تواجه المجتمع ثم محاولة إيجاد الحلول اللازمة لها قصد توجيه سلوك الإنسان نحو الأفضل. الثقافة هي مجموعة من الأفكار و السلوكات التي تساعد على رسم استراتيجية تمكنه من اكتساب المعارف و العقائد و الفنون و الأخلاق و المبادئ و العلوم الإنسانية. هناك تعريف بليغ لحسنين هيكل يقول : ” المثقف هو الإنسان الذي يستطيع أن يكون لنفسه رؤية و موقفا من الإنسان و المجتمع و الطبيعة و الكون ” انتهى كلام هيكل .
في جميع أقطار العالم هناك عدة أصناف من المثقفين . أنبلهم و أشرفهم ذاك الشخص الذي يضع ثقافته و فكره في خدمة مجتمعه ، يوقظ الضمائر الميتة ، و يدافع على المبادئ النبيلة يفضح الممارسات اللا إنسانية ، يدود على حقوق المستضعفين يحارب الظلم و القهر و الزبونية و المحسوبية . ثم هناك مثقف النخب يعيش في برج عاجي له خطاب مع أقلية من أمثاله يحلق خارج السرب و هو غارق في أنانيته . هناك صنف من المثقفين كيده أخطر من كيد الشيطان ، متكبر ، مستبد ، يحول كل طاقته و قلمه لرفض الآخرين ، لا يعرف سوى الإقصاء . لديه نرجسيه و تضخم في الأنا يبخل على الناس بمعرفته لا يتقاسمها مع أحد فتصبح كتاباته عدمية عدوانية و مدمرة ، و أخيرا هناك مثقف السلطة الذي يكرس الظلم ، و يصفق للاستبداد و الخضوع يهتم بجمع رؤوس الأموال بدل رؤوس الأقلام و الدفاع على هموم العوام .
الخلاصة : في اعتقادي المتواضع الثقافة بدون سلوك لا تساوي قلمة ظفر ، و المثقف الذي لا موقف و لا مبدأ له ، و لا تسمو به ثقافته و تنزهه عن الجور و الغطرسة يصبح وعاء علم سلطي.
المثقف الحق هو الذي يكون حاضرا للإجابة على أسئلة اللحظة الراهنة ، يدافع على هموم الشعب و لا يبقى أبدا على مسافة من التأثيرات السلبية قابعا في برجه العاجي .
مراكش في 08/12/2014

كلمات دليلية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق