تابعنا على انستغرام

قصة صاحب القبعتين (deux casquette) وحساسية الرأس الحافي .

تساوت 24
الاقليميةالجهوية
تساوت 2417 سبتمبر 2021
قصة صاحب القبعتين  (deux casquette) وحساسية الرأس الحافي .

اختال وتباهى وافتخر وتكبر  وهو يتزين بقبعتين ويتشدق بلغة بودلير التي يدكها دكا وهو يتلفظ حروفها بغلضة صوته الذي لا يليق حتى للغة محكية  مبتدلة “moi j’ai deux casquette ” ناسيا أن العريان لا تحميه القبعة من انقلاب أحوال الطقس فهي لا تتبث عند أحد ولا ترسى على مرسى واحد وقيل : “أن الفلك يدور والسوايع بدالة ” . فلو كانت القبعة تحمي من نكبات الدهر المتقلبة لصنعها قارون  أو النمرود أو فرعون من المعادن النفيسة .

هكذا فمن لم يعرف أو يتعرف على قصة صاحب القبعتين فإنني سأضرب المثل بالذي قال فيه رب العزة وهو يصف أحد المتجبرين الذين أتاهم الله عزا في الدنيا وتَمَلَّكَ جنتان ينبع من بينهما وادي وتكبر ثم تجبر  فعاقبه الله بالجفاف وقال سبحانه وتعالى : “وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا “.

اللهم لا شماتة والحمد لله الذي عفانا مما ابتلى به غيرنا
حقيقة ف الأمر يدعو إلى الشفقة حيث أن المسألة تتخللها عقد نفسية رافقت صاحب القبعتين الهشتين منذ صباه . فعندما عاش فقيرا في أسرة فقيرة انطفأ داخلها و أصابه الإحساس بالقهر وقرر أن ينتقم لذاته متربصا كما قدم لنا  الدكتور مصطفى حجازي  نفس الحالة في كتابه ” التخلف الإجتماعي …مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور …”

نعم هي حالة لا تستباح فيها الشماته وإنما  ومن وازع ديني وأخلاقي وجب علينا  أن ندعوا له لكي يتجاوز محنته النفسية على خير وأن لا يحدد الحبل مصيره .وتقبل الله دعواكم …وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق