تابعنا على انستغرام

قراءة نقدية في قصيدة “ها عنواني” للشاعر الزجال عمر نفيسي بعين الناقد الفذ رشيد أيلال والتي عنونها ب جدلية القصيدة والشاعر عند عمر نفيسي .

تساوت 24
2020-11-02T14:26:48+01:00
الاقليميةالجهوية
تساوت 242 نوفمبر 2020
قراءة نقدية في قصيدة “ها عنواني” للشاعر الزجال عمر نفيسي بعين الناقد الفذ رشيد أيلال والتي عنونها ب جدلية القصيدة والشاعر عند عمر نفيسي .

ها عنواني

يا داك القاري…
قراني كٍ قراني
تلقاني …
نسخر لمعاني ريح
تجيب عرش لقصيدة فرمشة
وبالدهشة …
توحل التنهيدة
غصة
فحلق بلقيس
ملي تشوفو فديواني

يا داك القاري
قراني من عنواني
تلقى هذ الدق
احمق
معلق
ف عنق هبالي
ومرسالي …
بلغ ، وطاب جناني

شوفني ..
نهز نظرة زرقة على حد الشوف
نزوق بيها جوف لكلام
وتبان لقصيدة
مقال مضوية الظلام
وف المقام
طاليا لحناني

ف الدق
كف على كف روام .
والشوفة مفرجة
والصورة لقطة من الأحلام.
وتجينا لقصيدة
وارثةجينة فينا
ما هجينة ف المعاني

يا داك القاري
قراني تعويذة ف طلسم
وسمسم لقصيدة
يفتح ليك بابي الدخلاني
تلقى داك الكنز
مخزز
وتعرف
علاش ما سخيت بالبالي
والجديد غواني

جدلية القصيدة والشاعر عند عمر نفيسي في قصيدة “ها عنواني”

الجزء الأول
*********

حينما تكون القصيدة عنوانا للذات المبدعة فإن تمة انصهار بين الشاعر وإبداعه ، حتى تصبح القصيدة وعاء يسكب الشاعر ذاته فيه ، فلا عنوان لهذا الشاعر يغدو ويصبح ويمسي إلا قصيدته ، إنه سكب لا نهائي للشاعر في وعاء قصيدته، وذلك ما عبر عنه الشاعر الناقد عمر نفيسي في زجليته “ها عنواني” مخاطبا القارئ أن يقرأه في قراءته لإبداعه حينما يقول في مطلع القصيدة :
ياداك القاري
قراني كي قراني
تلقاني
وقوله ياداك القاري /قراني من عنواني / تلقى هذ الدق /
وقوله/ شوفني… / نهز نضرة زرقة على حد الشوف/ نزوق بيها جوف الكلام/ وتبان لقصيدة/
وقوله :ياداك القاري /قراني تعويدة فطلسم/ وسمسم لقصيدة/
من خلال هذه المقاطع يدعو الشاعر الزجال عمر نفيسي إلى أن يتعرف الناس عليه من خلال قراءة قصائده ويتعرف الناس على قصائده من خلال قراءته، وكأنه يلغي الحد الفاصل الذي يصنعه الشعراء مع إبداعهم . فنفيسي يقول لنا بشكل ضمني أن إبداعه لا يحاكي إلا نفسه ويترجمها من الخفاء إلى التجلي .
وعلى طريقة المتنبي الذي يقول :

أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم
مفتخرا بقدرته الخرافية على قرض الشعر يقول الزجال عمر نفيسي: نسخر لمعاني ريح/ تجيب عرش لقصيدة فرمشة ، مجملا قصيدته ومستلهما صورة استسهال الصعب من قصة سليمان مع عرش بلقيس الذي جاء به من عنده علم الكتاب قبل أن يرتد طرف سليمان .
فإذا كان المتنبي قصائده تكتب في الغيب وهو مغمض الجفنين فنفيسي يخبرنا بأنه يأتي بعرش القصيدة قبل أن يرمش أي جفن ، لكن الصورة الكامنة هي أن المتنبي يأتي بالقصيدة أي قصيدة بغض النظر عن تميزها، لكن نفيسي يأتي بالقصيدة الملكة كناية عن العرش.
ويزداد الشاعر الزجال نفيسي نرجسية حينما يوضح ويبرز بشكل ضمني جمال قصيدته الباعثة على الدهشة والتي تتحول إلى تنهيدة ثم إلى غصة في حلق بلقيس .بأن سليمان استطاع أن يأتي بعرش بلقيس إلى إيوانه ليدهشها لكن نفيسي جاء بعرش القصيدة إلى ديوانه ليدهشها ، فاستطاع بحق وجمال وإبداع أن يركب صهوة معاني القرآن ليحول أحداثا فيه إلى غرض يحقق به أهدافه الشعرية .
ولتكريس قوته البيانية استطاع نفيسي أن يستعمل ثلاث ألفاظ متقاربة …القاري / قراني (من القراءة) قراني..(أقراني) من خلال جناس بلاغي يمكن أن يحيلنا على لفظ رابع ذكر تلميحا لا تصريحا وهو القرآن الوارد ذكره على التضمين في قصة بلقيس وبذلك يكون قد حافظ على الجرس الموسيقي الذي يتجاوب فيه الحرف وتكراره مع المعنى والصورة ودقتها.

يتبع

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق