أقدمت السلطات بمدينة القلعة يوم الإثنين 22 دجنبر على عملية هدم استهدفت ماتبقى من معالم وآثار ضريح الولي الصالح سيدي بنسليمان بالمدينة العتيقة أو مايعرف بحي الملاح عند الساكنة
وجاءت عملية الهدم بعد توصل السلطات بشكاوي الساكنة الذين بات يقلقهم وضع جدران هذا الضريح التي باتت آيلة للسقوط خصوصا وأنها موغلة في القدم إذ يرجع بناء الضريح إلى قرنين من الزمان حيث تم دفن جثمان الولي الصالح بخلوته المعروفة وسط المدينة العتيقة
وتتضارب الروايات الشفوية حول تاريخ قدوم هذا الرجل الصوفي إلى مدينة القلعة لكن الأصح فيها هي التي تؤرخ لفترة معاصرته للسلطان العلوي مولاي سليمان خلال منتصف القرن الثامن عشر في ظل شح المصادر التاريخية وغياب دراسات محلية حول هذه الفترة.
مهما يكن فإن طاقم الجريدة تفقد آثار هدم ضريح الولي الصالح سيدي بنسليمان ووقفت على حالة إنسانية ويتعلق الأمر بحارس الضريح والفندق الشيخ عزوز الربيب الذي رفض مغادرة المكان رفقة زوجته واتخاذهما كوخا تنعدم فيه أبسط شروط الحياة مسكنا لهما وفي ظروف قاسية جدا
ولكم أن تتصوروا حجم معاناتهما مع سلوكات طائشة لثلاميذ مؤسسة تربوية قريبة حيث يعمل ثلاميذها على رشق كوخهما بالحجارة
وعند حلول الظلام يزداد خوفهما جراء خطر المتسكعين واللصوص والمعربدين والمشرذين
فلا أسوار حول الكوخ تقيهم خطر هؤلاء ولا إنارة عمومية قادرة على خلق آمان في أنفسهما.
ويناشد هذا الشيخ المزداد سنة 1944 كما هو مدون في بطاقته الوطنية(انظر نسخة منها) السلطات الإقليمية وعلى رأسها السيد العامل التدخل العاجل والفوري من أجل إيجاد حل لحالته الإنسانية الصعبة.
وللإشارة فإن الضريح كان يضم نزلا عبارة عن فندق كان يبيت فيه الطلبة وعابرو السبيل ومن تقطعت بهم السبل.
بتسوية ماتبقى من معالم ضريح الولي الصالح سيدي بنسليمان أرضا تكون مآثر المدينة التاريخية قد انمحت في ظل غياب أي مبادرة إقليمية لترميمها أو إعادة الإعتبار إليها .
فذاكرة السراغنة يتهددها الزوال الحثمي وماتبقى منها عبارة عن روايات شفوية مثناترة هنا وهناك تحتاج لوقفة رجل واحد وإلتفاتة من أبناء الإقليم الغيورين على تاريخ مدينة وإقليم سطرت ملاحمه بقوة وجلد أجدادنا .
المصدر : https://tassaout.net/?p=1198
