عندما أتى البروفيسور الحسين الوردي صاحب حقيبة وزارة الصحة الى بلدية العطاوية و قد حل بها ليس لمواجهة فيروس زيكا أو الايبولا , و لكن جاء يحمل الكتاب و المعقول ليؤكد حضوره و حضور حزبه بالمنطقة و هو ينافس بكل قوة هيمنة الجرار المطلقة في الانتخابات .
و قد خاطب الناس بلغة سلسة و بسيطة قريبة منهم و لا يفوتني الاعتراف بأنها مرنة و تجعل العنصر العادي و المثقف ينجذب اليها بكل سهولة , فلقد كان في زمرته مثقفون من الاقليم لكنهم يحترمون تعليماته ,و هذا دليل على أن الرجل محنك و له دراية بالتربية الحزبية قدر درايته بتشخيص المرض العضال . كما أن أستذته في مجال التربية الحزبية قد أخفقت في تمرير و تلقين لمن زكاهم حزبه مجموعة معاني لمصطلحات سياسية وجب على كل كائن انتخابي فهمها و ضمن هاته المصطلحات السياسية يعترض طريقنا مصطلح المعارضة .
فمن المعروف لدى كل الفرقاء السياسيين الضاربين في عمق التكوين الحزبي أن المعارضة لها أيضا رؤاها و تطلعاتها و قد تطرح برنامجا سياسيا بديلا ترسم فيه تصورها التنموي اجتماعيا و اقتصاديا و ليس فقط قذف الملاحظات القائمة أساسا على النقد الهدام , أو النقد من أجل النقد أو استعراض العضلات اللغوية .
نعم ان المتتبعين للشأن المحلي استبشروا خيرا بحلول هاته الديمقراطية المتمثلة في أول معارضة سياسية داخل المشهد السياسي بالعطاوية ايمانا منهم بمسلمة “لا اصلاحات بدون معارضة” الا انهم تفاجئوا بان المعارضة داخل المجلس البلدي عاجزة تماما على فعل المساهمة في تنمية البلدة لأنها معارضة أساسها يرتكز على المصالح الشخصية و تصفية الحسابات ليبقى المواطن ضحية تجاذبات و صراعات لا ذنب له فيها .و هذا يظهر جليا في خطاب الأغلبية المتشبع بقناعات حتما تصب في بحيرة الصالح العام و ظل يدعو هاته المعارضة بعبارة “تعالوا الى كلمة سواء” و هذه العبارة ترددت في مجموعة لقاءات و في الدورة الفبرايرية الا ان المعارضة آذانها غلف , حيث ظلت تحوم حول المصلحة العامة عاجزة على الاسهام فيها .
و لعله و من نافلة القول أن نؤكد أن المعارضة بالعطاوية يراها المتتبع للشان المحلي بالمعارضة المشلولة , و هو تعبير صريح على أنها عاجزة على أن تساهم في مواكبة الركب الاصلاحي و قد ظهرت ملامحها جيدا أثناء تقديم الشروحات من طرف القسم التقني لبلدية العطاوية ذات لقاء تفقد فيه السيد عامل الاقليم محمد صبري أطوار بعض الأشغال مؤخرا حيث دار النقاش حول هاته المشاريع بين القسم التقني و السيد عامل الاقليم الذي لا ننس أنه فحل في المجال التقني شأنه شأن رئيس بلدية العطاوية الذي له باع طويل في المجال , جيث تدخلت المعارضة و التي مثلت من طرف مرشح التقدم و الاشتراكية و الذي يلاجج دون علم بالمجال و دون أن يعي المراحل التي مر منها تمويل المشروع , وكذلك الجهات المساهمة في تمويله , حتى فهم الكل أن معارضته هي من أجل المعارضة فقط , و ليس لها هدف أسمى … ليتدخل السيد عامل الاقليم ببلاغة و حكمة في القول و مرر رسالة في سياق كلامه و بأسلوب يفيض رقيا و سناءا , من خلال عبارته الهادئة موجها كلامه لرجل المعارضة “نحن هنا لنتعاون”.
نعم هي عبارة لا يفهم عمقها الا الضاربون في غياهب المناهج التحليلية الاستقرائية … … فالتعاون هو لفظة تفيد مد يد المساعدة لبعضنا البعض , و هو فعل العمل بدافع المنفعة المشتركة , و عكس قناعات المعارضة التي تنبني أفكارها على التنافس و الذي تكون فيه المنفعة الشخصية هي الدافع , شعارها الفوز لي و الفشل للآخر .
هكذا استنبط و استنتج المهتم و المتتبع للشأن المحلي افرازات المشهد السياسي بمدينة العطاوية و يثمن مجهودات الأغلبية من خلال نداءاتهم النبيلة التي رددوها خلال الدورة الفبرايرية حين قالوا و هم متمسكون بعروتهم الوثقى الموسومة بعبارة “تعالوا الى كلمة سواء” و اتركونا نشتغل و نخدم الصالح العام و نحن بعيدون على الأحقاد و تصفية الحسابات
المصدر : https://tassaout.net/?p=7632
ismailمنذ 8 سنوات
fg