يبدو أن رياح التغيير تهب شديدة الهبوب على الودادية الحسنية للقضاة, إذ تقدم إلى الانتخابات مرشح ليس كالمرشحين ناهض التعليمات و ناهض المرشح الوحيد و ناضل من اجل حقه الدستوري في الترشح , جاء ليقود حركة تصحيحية من داخل الودادية مستندا على آليات ديمقراطية , ومؤكدا بأن الودادية الحسنية للقضاة يجب أن تكون ملكا لكل قضاة المملكة دون محاباة أو ولاءات , متحديا جميع الضغوطات و الإغراءات , بعد بياناته الشهيرة التي رد بها على ادعاءات كل المنافسين , أبى إلا أن يثبت انه رجل القانون و انه جاء من اجل تطبيق القانون , مبتدءا حملته في الدقيقة صفر و بحضور مفوض قضائي لمعاينة انطلاق حملته الانتخابية و فق القانون , هذه الحملة التي حج إليها مختلف قضاة الجهة من مختلف المشارب و التوجهات ما يؤكد انه رجل أفعال لا أقوال , فقد حضر قضاة الودادية كما قضاة النادي مؤكدا انه هنا من اجل القاضي ومن اجل رد الاعتبار لكرامة القاضي ومن اجل رقي القاضي صدحت حنجرته في قاعة نادي وزارة العدل بخطبة نارية تؤكد قدرة الرجل على العمل و الالتزام,
فبعد رفع التحية للقضاة الذين حضروا على شجاعتهم و شهامتهم و عن رغبتهم في الانخراط في مسلسل التغيير و التخلص من قيود الماضي ممن حاولوا التحجير على القضاة و لا زالوا يناورون إلى يومنا هذا , لكن الحضور المكثف في وقت متأخر من الليل لبدء الحملة الانتخابية كان جوابا قاطعا على تمسك القضاة بحريتهم و التعبير عن إرادتهم التي يضمنها رئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية جلالة الملك محمد السادس حفظه الله
و لم يكن اختيار مدينة مراكش لانطلاق الحملة الانتخابية للإستاد الرياحي اعتباطا و إنما كان تيمنا بالمدينة الحمراء لمالها من حمولة رمزية و تاريخية
وقد عرفت المحطة الأولى تجاوبا كبيرا بين مرشح الرئاسة و السادة القضاة حيث ثم تشخيص الوضعية الحالية للودادية و اقتراح الحلول القانونية و العملية للنهوض بهذه المؤسسة و منحها الإشعاع التي تستحقه
المصدر : https://tassaout.net/?p=691