تابعنا على انستغرام

إقليم صفرو :كان الله وباقي الله بعد سنوات من الصمود، تستسلم ضاية أفركاغ للفناء والعدم، وبذلك يفقد مدار الضايات بحيرته الثالثة بعد أن غاضت مياه ضاية عوا وضاية أحشلاف.

تساوت 24
الجهوية
تساوت 241 يوليو 2021
إقليم صفرو :كان الله وباقي الله بعد سنوات من الصمود، تستسلم ضاية أفركاغ للفناء والعدم، وبذلك يفقد مدار الضايات بحيرته الثالثة بعد أن غاضت مياه ضاية عوا وضاية أحشلاف.

يتوزع مدار الضايات بين إقليم يفرن وإقليم صفرو، أغلبيتها ضمن الأول وهي ضاية عوا، ضاية أحشلاف التي كانت تمتد على مروج ممتدة داخل المنتزه الوطني ليفرن وضاية يفرح،فيما تنتسب جغرافيا لإقليم صفرو ضاية أفركاغ وضاية يفر الواقعة ضمن المحمية الطبيعية لتاكلكونت ،وقد سبق لw.w.f أن اعتبرتها ضمن المناطق الرطبة في برنامج طموح أقبر في مهده.
أمنت بحيرات المدار السياحي مجالا مميزا للسياحة الإيكولوجية وتم الترويج له بمبادرات لمعمرين فرنسيين في خمسينيات القرن الماضي، ونقطة جذب للإصطياف لشباب المنطقة، وكان من الممكن أن يشكل قاطرة لمقاربة تنموية مجالية تحتل فيها السياحة الثقافية والإيكولوجية مرتكزا أساسيا، لم يكتب للمشروع السياحي لمدار الضايات الإستمرار لأسباب شتى أهمها غياب إهتمام الفاعلين الترابيين بالمجال والقدرة على إبداع وتنزيل برامج تنموية تساهم في تحسين شروط عيش الساكنة وتمكينها من التسيد على الطبيعة.

غياب مشاريع تنموية في حدها الأدنى بالمنطقة، وعدم توفير حدود دنيا من الخدمات العمومية: شبكة طرقية تفك العزلة عن العالم القروي، تزويد المجال بالكهرباء والماء الصالح للشرب، مؤسسات تعليمية واستشفائية، بالإضافة إلى توالي سنوات الجفاف، خلقت هجرتين مضادتين: الأولى هجرة قروية مكثفة ساهمت في بدونة المدن وخلق أحزمة بؤس عديدية في الالمدن المستقبلة خاصة الصغرى والمتوسطة، والثانية في تجاه البوادي من طرف ” مستثمرين” عملوا على تغيير استغلال التراب واعتماد غراسات مستنزفة للتربة والفرشة المائية.
تغير استخدام التربة هو عامل أساسي في جفاف البحيرات ونضوب ينابيع كثيرة وتراجع صبيب أنهار وأودية الناجمة عن تراجع الفرشة المائية جراء استزافها، مما يطرح مسؤولية الدولة مؤسسات وأجهزة في المحك، خاصة المؤسسات الموكول إليها تدبير الماء والملك العمومي المائي، ويطرح أكثر من سؤال حول السياسات العمومية الموجهة للعالم القروي وضمنها مخطط المغرب الأخضر.
على مستوى ثاني، بتحول الضايات إلى قاع صفصاف بعد أن غاضت مياهها، تفقد مجالا مهما للتنوع النباتي والحيواني مما يهدد الحياة البرية بالإندثار.
اللهم فاشهد، إن التغول بلغ مداها حارما الساكنة والأجيال اللاحقة من حقها في بيئة سليمة متوازنة.
صفرو في 30 يونيو 2021

بقلم : محمد كمال المريني

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق