اذا كان دور الاعلام هو تسليط الضوء على الاحداث والمستجدات والاخبار بها وتحليلها تنويرا للرأي العام محليا واقليمبا ووطنيا ودوليا فانه بالتالي يساهم في المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدول والمجتمعات ناشرا القيم الديمقراطية ومكرس حرية التعبير وارساء دعائم العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بما تسمح به الدساتير والقوانيين الجاري بها العمل في اطار الاختلافات الايديولوجية والافكار والتطلعات والبرامج ..
وقد ابانت الانتخابات الامريكية التي جرت مؤخرا كيف قامت وسائل الاعلام بدورها وذلك بكل اصنافها وانواعها مرئية ومسموعة وورقية والكترونية وكذا السوسيو ميديا بكل اشكال التواصل الاجتماعي عن الادوار التي لعبتها الصحافة في تغطية هذه الاستحقاقات وتحليلها والدعاية لكلا المترشحين الرئاسيين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جون بايدن سواءا كانت هذه الصحافة تابعة للمؤسسات الحزبية او مستقلة ،الشيئ الذي طالب بتمويلات ضخمة من طرف المتنافسبن لتغطية الحملات الاعلامية اعلانيا واشهاريا نظرا لاهميتها في ايصال الافكار والبرامج والدفعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لاقناع الناخبين و لان هذا هو السبيل الوحيد للوصول الى الاهذاف المنشودة وليس كما يفعل اخرون في بعض مناطق هذا المعمور حيث يلجؤون الى وسائل شراء الضمائر او اطعام المصوتين المحتملين الشيئ الذي ينعكس سلبا على العملية الاستحقاقية بر متها مما يؤدي الى النفور والارتباك والقلق من المسار والاشخاص الذين يعتمدون هذه الطريقة ..
ولهذا يبقى السبيل الوحيد هو التعامل الديمقراطي مع الانتخابات كيفما كان نوعها محلية او جهوية او برلمانية وذلك بتسخير وسائل الاعلام بكل اصنافها مرئية ومسموعة وورقية والكترونية والاعتماد عليها في ايصال البرامج والدفاع عنها عقلانيا وفكريا امام المواطنين وليس باساليب اخرى تحط من كرامتهم او استغبائهم ..
اضافة الى هذا فان استعمال هذه القنوات الاعلامية سيزيد من اهتمام الناس بالسياسة والاقتراب منها وليس النفور منها ، كما سيشجع على حب الاستطلاع والقراءة والتكوين وفهم اليات الحكم والاستشارة والتدبير خدمة للوطن وللمواطنيين من خلال منظومة مجتمعية واعية بحقوقها وواجباتها …
المصدر : https://tassaout.net/?p=46500
