تابعنا على انستغرام

إنتخابات بلا طعم وبلا رائحة .

رشيد الغازي
الاقليمية
رشيد الغازي31 أغسطس 2015
إنتخابات بلا طعم وبلا رائحة .
تساوت 24

11880253_398991496963241_131837050_n
تبدو الحملة الإنتخابية ومنذ إنطلاقتها فاترة وباردة ولاتسري الدماء الحارة في مفاصلها بإقليم قلعة السراغنة وكأن عصا ساحر أصابت مشهدها وحكمت عليه بالشلل والإرتكان. فلأول مرة في تاريخ الإنتخابات الجماعية يغيب الحماس بين المرشحين ،كان المألوف سابقا في الحملات الإنتخابية بالقلعة اتسامها بالحدية والندية والمعاندة إلا أن هذه السنة ظهر العكس واتسمت الحملات الإنتخابية بالفتور والخمول أحيانا مما جعل البعض يصف المشهد الإنتخابي بالمشهد الجنائزي الذي يسود خلاله الصمت الرهيب. فلا الأجواق الموسيقية المحلية شاركت كما كان مألوفا ولا النساء اللائي يتخصصن في تنشيط الأعراس وحتى بعض الوجوه غابت عن المشهد الإنتخابي والتي كانت تلعب دورا محركا في الحملات الإنتخابية. غاب الزمن الذي كان فيه شيخ السياسيين يحشد الجماهير حول حملته الإنتخابية مستعملا كل وسائل الإثارة والتشويق. غاب الجاسوس المسوس بفعل التوبيخ والذي كان ينشط الحملة الإنتخابية من خلال نشره لأخبار المرشحين بسرعة البرق. غاب الملح عن الحملة الإنتخابية وبقيت بلا طعم ولا رائحة بإقليم قلعة السراغنة. غابت مشاهد العربات المجرورة التي أجهز عليها من الإقليم بعد أن كان أصحابها يستسرزقون بها أقواتهم. غابت البائعات الجوالات عن المشهد الإنتخابي واللائي كن يلعبن دور الوسيط في الدعاية للمرشحين. غاب كل شيء عن مشهد الإنتخابات غابت الأشياء الجميلة ولم يتبق سوى شباب يتأبطون أجهزة حواسيب وهواتف نقالة إنهم جيل الفيسبوك الذي أسره هذا الفضاء الأزرق وأصبح عبدا مدمنا على الركوع أمامه صباح مساء. غاب التواصل المباشر مع الناس خلال الحملات في ظل غياب إلمام بفن الخطابة والإتصال. حتى النميمة غابت عن المشهد الإنتخابي ولم تتبقى سوى أخبار هنا وهناك وعلى صفحات الفيسبوك تنشر صورا تهكمية للمرشحين. والغائب الأكبر عن الإنتخابات بالقلعة هو ذاك الفضاء المكاني الذي كان بعض المرشحين يعتبرونه فألا حسنا إنه فندق الأبيض الذي تم تشميع أبوابه بعد نزاع قضائي إنه المكان الساحر الجاذب لكل أطياف اللعبة السياسية،بدوره يغيب عن المشهد وإن بقي أطلالا تشير في متخيلها إلى أساطير الثقافة الزرادشتية وكأن الإله المقدس عند الفرس {أهورا مازدا]قد حثم فوق جدرانه. فأية لعنة أصابت المشهد الإنتخابي بقلعة السراغنة؟ بكل بساطة لكل زمان رجالاته.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق