تابعنا على انستغرام

تاريخ الشرفاء ببلاد السراغنة حمولة تاريخية ومشروعية أبدية انصهرت في بوثقة التشكيل البشري للمغاربة وإنتمائهم الحضاري. الشرفاء من آل البيت النبوي لهم مكانتهم وستبقى داخل الفسيفساء الإجتماعي للمغاربة. حظوة واحترام وتقدير. فمن له مصلحة التضييق على الشرفاء؟

رشيد الغازي
تحقيقات
رشيد الغازي5 مارس 2015
تاريخ الشرفاء ببلاد السراغنة حمولة تاريخية  ومشروعية أبدية انصهرت في بوثقة التشكيل البشري للمغاربة وإنتمائهم الحضاري. الشرفاء من آل البيت النبوي لهم مكانتهم وستبقى داخل الفسيفساء الإجتماعي للمغاربة. حظوة واحترام وتقدير. فمن له مصلحة التضييق على الشرفاء؟
محمود ينفايزة
ععععع

حظي الشرفاء من آل البيت النبوي الأطهار بمكانة خاصة ومميزة لدى عامة وخاصة الناس من سكان المغرب ومنذ دخول الإسلام إلى المغرب . فآل البيت عندهم مكانة في قلوب المغاربة وكان أول تقدير يحظى به الشرفاء ذاك الذي تمثل في هروب المولى ادريس من بطش العباسيين حيث أواه المغاربة وزوجوه ووفروا له المأوى وصاهروه وبايعوه بيعة شرعية للقيام بأمرهم فتأسس نظام أول دولة إسلامية استطاعت توحيد المغرب ويعود الفضل إلى الشرفاء في إرساء دعاماتها وبالرغم من اغتيال المولى ادريس الأول فقد انتظر المغاربة زوجته الحامل حتى تضع مولودها لخلافة والده وهذا في حده نوع من الولاء والطاعة لآل البيت. ومنذ تعاقب الدول على حكم المغرب فقد حظي الشرفاء على حظوتهم وتوقيرهم وإحترامهم. ببلاد السراغنة ومنذ القرن الخامس الهجري تاريخ توافد قبائل السراغنة من اليمن وانصهارهم في مكونات المجتمع المغربي حظي الشرفاء من آل البيت بتقدير واحترام بعد أن طلبت منهم القوى المتحاربة تنظيم وساطات للصلح وتقريب وجهات النظر. وهذا ماحدث للولي الصالح سيدي رحال البودالي دفين زمران الذي تدخل من أجل فض نزاع بين الوطاسيين والمرينين كان على وشك أن يتحول إلى حرب شاملة. فبسيط تساوت الذي اختاره رجال الله من آل البيت مكانا للتعبد وإطعام الفقراء ونشر العلم والحفاظ على المذهب الملكي فهذا البسيط ظل مكانا مقدسا ويحظى باحترام الملوك والسلاطين. وكان دوما الشرفاء من آل البيت ببلاد السراغنة وزمران ينأوون بنفسهم في الدخول في متاهات فارغة وإذا طلب منهم التحكيم في قضية كان تحكيمهم يحظى باحترام الجميع. وبعد تطاول القوى الإستعمارية على المغرب في القرن الخامس عشر وخصوصا مهاجمة البرتغاليين لشواطئه الأطلسية حرض الشرفاء المغاربة على الجهاد وكانت تعبئتهم للمجاهدين في معركة وادي المخازن عاملا حاسما في هزم القوى النصرانية التي استباحت أرض المغرب. وبظهور الدولة العلوية الشريفة ساهم الشرفاء في انبلاج عصرها ومجدها الوضاح الذي أنار للمغاربة طريقا من التلاحم مع سلاطينها من حفدة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوهم بيعة مطلقة وظلوا يحظون باحترام سلاطينها وملوكها الشرفاء الطاهرين من آل البيت النبوي الشريف. وعندما طالت آيادي الإستعمار الفرنسي الغاشم رمز وحدة المغرب الراحل السلطان محمد الخامس بعد أن نفته وأسرته خارج البلاد اتحدت قوى الشرفاء في وجهها ورفضت مبايعة ابن عرفة سلطانا على المغرب ،بل وساهمت إلى جانب الوطنيين في عمليات المقاومة ضد الإحتلال الغاشم. وقد حظي الشرفاء بمكانة خاصة من لدن محمد الخامس رضوان الله عليه الذي خص الشرفاء الرحاليين بظهير توقير واحترام.ومن بعده أسبغ عليهم الحسن الثاني برد الله ضريحه عطفه ورعايته وكرمه. فالشرفاء لايزايدون على الوطن ولايتطاولون على مقدساته وهم خدام أوفياء للعرش العلوي المجيد. إنهم مجاذيب يعيشون دوما على الكفاف والتعفف ولايحبون الظهور بمظاهر الترف. كمن قال عنهم الله في كتابه العزيز{يوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} فمن إذن يريد المزايدة على الشرفاء ومن له مصلحة التضييق على أنشطتهم وطقوسهم بلا إستحياء وعلى غير وجه حق. فالشريف شريف النسب والأخلاق أما من يريد المتاجرة بالشرف فإن الشرفاء برآء منه براءة الذئب من دم يوسف. فالشريف ليس كل من يحمل بطاقة شرف أصبحت تعطى لكل من هب ودب. فالشرفاء الرحاليون مؤسسة تعيد إنتاج القيم داخل المجتمع . فبركات أجدادنا ستبقى رأسمالنا الرمزي وموروثنا اللامادي في ظل طغيان المادة على الروح. فكل من يطعن في مشروعية الشرفاء فهو واهم ويسبح عكس التيار. الشرفاء استقبلوا إقدام السلطات على منع إصدار البطائق بصدر رحب لكنهم تأسفوا لعدم إشراكهم في إتخاذ هذا القرار الذي يعد أمرا خطيرا في إطار علاقتهم بالسلطة.وإن كانوا يتفهمون الدوافع الأمنية والتهديدات الإرهابية ضد سلامة وحدتنا الترابية وأمن بلدنا الحبيب. فالشرفاء دوما على العهد باقون فالبيعة للدولة العلوية في أعناقهم إلى يوم الدين . هؤلاء هم الشرفاء الأطهار وهذا ديدنهم وسلوكهم الحسن. إنهم دوما على المحبة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك. وعاشت رابطة الشرفاء الرحاليين ودامت بركاتها حصنا حصينا لآل البيت وللمغرب. والله ولي التوفيق.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليقان

  • احمد الجاوياحمد الجاوي

    شكرا على هذه النبدة التارخية على قلعة السراغنة وابناؤها الشرفاء. فمزيدا من البحث والتنقيب على اسرار قلعة السراغنة .

  • عامر بوخدادةعامر بوخدادة

    مقال فيه التملق للسلطة ويفتقر إلى المادة العلمية
    الجواب مولاة سلاطين المغرب أمر لا نقاش عليه
    ولكن من انتم من أين جدوركم ماهي شجرة النسب

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق