يتلقى الفرع الاقليمي للمركز المغربي لحقوق الانسان بشيشاوة ببالغ الأسى والأسف أخبارا متواترة عن وفيات في صفوف الأمهات الحوامل والمواليد الجدد وذلك بسبب استهتار وتعنت وعجرفة الطبيبة المسؤولة عن مصلحة الولادات بالمستشفى الاقليمي محمد السادس بشيشاوة. فقبيل أيام قليلة عن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ، نتفاجئ بنبأ مفاده وصول سيدة حامل يومه الثالث مارس، المسماة كلثومة محفوظي البالغة من العمر 26ربيعا والمنحدرة من جماعة كوزمت قيادة اشمرار، وهي في حالة مخاض متقدمة تستدعي تدخلا جراحيا مستعجلا لانقاذ حياتها وحياة جنينها، إلا أن الطبيبة متغيبة عن مقر عملها الشيئ الذي جعل السيدة الحامل وبعد أزيد من أربع ساعات من الانتظار والمعاناة، يتم نقلها الى المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، تدخل في حالة غيبوبة وبعد نزيف حاد استدعى استئصال رحمها وفقدان مولودها، لنتوصل بخبر وفاتها هي أيضا بعدما تضاعفت حالتها نتيجة فقدانها كميات كبيرة من الدم. وفي يومه خامس مارس يستقبل ذات المستشفى حالة السيدة “السعدية القوري” المنحدرة من دوار سيدي بوبكر جماعة ايت هادي، وهي أيضا في حالة مخاض، لتجد نفسها أمام طبيبة متعجرفة تنهرها وتتعسف عليها وتأمرها بالانتظار من الساعة العاشرة صباحا إلى حدود الساعة الخامسة مساء لتصاب هي كذلك بنزيف حاد تسبب في موت جنينها وكاد يودي بحياتها. هنا نتسائل كمركز حقوقي عن جدوى تكريس الحق في الحياة والحق في الصحة في دستور المملكة، ومدى مراعاة التوجيهات الملكية السامية التي ربطت بين خدمة المواطن وسبب وجود المرافق والادارت العمومية. ونتساءل أيضا ماهو الوضع في المناطق النائية والمعزولة إذا كان هذا وضع المستشفى الاقليمي الذي لايبعد سوى مسافة دقائق معدودة على مكتب عامل الاقليم ومندوبة وزارة الصحة؟ ومتى سيستمر مسلسل الاهمال والظلم والحكرة في حق مواطنين ومواطنات بسطاء. إن المركز المغربي لحقوق الانسان بشيشاوة سبق له أن أصدر مجموعة من التقارير والبيانات التي شخصت واقع الصحة المزري بالاقليم ودقت ناقوس الخطر وطالبت بالتدخل لانقاذ الوضع لكن آذان المسؤولين ظلت بعيدة عن سماع أصواتنا لأسباب نجهلها. ومن هذا المنبر وأمام هذا الواقع الأليم والتنكر لقسم أبوقراط والضمير المهني الحي لايسعنا سوى توجيه الدعوة إلى وزير الصحة للاستعانة بخدمات أطباء آسيويين وأفارقة عسى أن يجد فيهم المواطن المغربي الرحمة والاحترام اللذان لم يجدهما في أبناء جلدته ،ونوجه الدعوة إلى المسؤولين المركزيين والجهويين والاقليميين وعلى رأسهم عامل الاقليم عبد المجيد الكاملي لفتح تحقيق في أسباب استمرار مسلسل الاهمال واللامبالاة التي تنهجها الطبيبة المسؤولة عن مصلحة الولادات بالمستشفى الاقليمي محمد السادس والتحقيق في الحادثين المذكورين أعلاه وترتيب الآثار القانونية ويحمل المسؤولية كاملة لمندوبة وزارة الصحة. ونعلن أن المركز المغربي لحقوق الانسان على استعداد تام لمؤازرة الضحايا والمتضررين في حال اختاروا اللجوء إلى القضاء لانصافهم. المركز المغربي لحقوق الانسان/ الفرع الاقليمي بشيشاوة.
المصدر : https://tassaout.net/?p=18496
