وكعادته وفي مثل هاته المواقف الانسانية النبيلة خرج علينا السيد محمد صبري عامل الاقليم بموقف انساني غاية في الروعة وهو عمل يعتبر في مغزاه وعمقه الانساني ذو ابعاد ومرامي انسانية عميقة تجاه فئة ظلت لسنوات تعيش التهميش الكلي ولا احد يلتفت اليها ويتعلق الامر بالعمال المياومين او من يسمون بعمال الموقف حسب التعبير المغربي والذين ينتظرون في ساحة معروفة من يناديهم للقيام بعمل حيث يعرضون عضلاتهم مقابل اجر وتعرف المدن المغربية هاته الظاهرة وهي ظاهرة تعود جذورها الى بداية الاستعمار الفرنسي وتطور المدن الصناعية .
وغالبا ماتجد هاته الفئة نفسها عرضة لشتى انواع التقلبات المناخية صيفا وشتاء ويجعلهم يكتوون بنارها وامام هذا الوضع تفتقت عبقرية عامل الاقليم حيث ابى الا ان يتم انشاء سقيفة لهاته الغاية بموقف العمال المعروف بحي عواطف حيث انطلقت الاشغال بهذا المشروع الاجتماعي المحظ والذي يتكون من مرافق صحية عبارة عن دورة للمياه ومغاسل وهو ماكان يفتقر اليه العمال حيث يقضون حاجاتهم البيولوجية في الخلاء وامام المارة.
وللاشارة فان انجاز هذا المشروع بمدينة القلعة يعتبر اضافة نوعية للعمال المياومين والذين يعيشون ظروفا اجتماعية قاسية نظرا لقانون العرض والطلب الذي يسري عليهم وهو مايدفع اغلبهم الى رهن ادوات عمله لدى التجار من اجل الحصول على الغذاء لاطفاله في حال ما اذا لم يجد عملا.
ولم يفت العديد من العمال التقدم بتشكراتهم الى السيد العامل على بادرته الانسانية هاته والتي ضخت دماء جديدة في جسم الطبقة العاملة المياومة.
ولابد من الاستشهاد ببت شعري للشاعر البورقادي يصف فيه حالة البنائين والعاملين في البناء…
يبني القصور وكوخه هرم….ساءت حياة كلها تعب….
وجريدتنا تحيي عاليا هذه الالتفاتة العاملية وتشد بحرارة على عمال الموقف وتشجعهم على تضحياتهم الجسام لبناء اقتصاد الوطن وازدهار حركة عمرانه ونتمنى ان تتبع هاته الالتفاتة بالتفاتات انسانية اخرى كتكوين العمال في قطاع البناء تكوينا عصريا يليق بهم وتحسين مردودهم.
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون…
صدق الله العظيم.
وتلك اثارنا تدل علينا….فانظروا بعدنا الى الاثار كما قال السلف الصالح.
المصدر : https://tassaout.net/?p=17674