التحرش الجنسي هو من المحذورات في جميع الدول ونأخذ على سبيل المثال المغرب وبالضبط مدينة مراكش، هذه الدول التي تتصف بأن مجتمعها محافظ وحساس في قضايا العرض، إلى حدّ أن الضحايا لا يمتلكن الحرية في الحديث عما حدث لهن، لذلك تلجأ نسبة كبيرة من النساء العاملات، اللواتي يتعرضن للتحرش، إلى الصمت، حتى لا يترتب على ذلك نتائج قد تحرمهم الخروج إلى العمل مجدداً أو تؤثر في سمعتهنّ. رغم ذلك، ومع تحذير مصادر عدة من الحديث في هذا الموضوع وصعوبة تقبّل المجتمع النتائج المترتبة عليه، تشجعت بعض الفتيات والنساء ممن تعرضن لتحرش لفظي أو جسدي، أو لرشوة جنسية، على أيدي بعض الشخصيات العامة، للحديث عما حدث لهن. ولم يكن ذلك سهلاً إلا بمساعدة صحافية للتحقيق مع بعض الحالات ومحاولة إقناعهن.
وحسب مصادر تساوت 24 فإن مجموع الحالات التي توصلنا إليها هي 60 من الفتيات العاملات في عدة مجالات، لكن 25 منهن رفضن الحديث بالتفاصيل الكاملة، ووافقت 12 على ذلك بشرط ألا يفصح عن أسمائهن. وأخريات اشترطن الكتابة الورقية فقط. ومن هذه الحالات تعرض 20 لتحرش جنسي داخل عملهن، و10 طلب منهم «رشوة جنسية»، فيما تعرضت أخريات لاعتداء جنسي داخل مكان العمل.
تقرير شامل ومؤلم عن واقع التحرش الجنسي في أماكن العمل في مراكش وعدة مدن أخرى تبين أن قضايا التحرش الجنسي في أماكن العمل شكل من أشكال الفساد. وسبق أن ذكر تقرير عن «منظمة العمل الدولية»التي ترى أن التحرش الجنسي «أحد أشكال الفساد والعنف وانتهاك لحقوق الإنسان والعاملين».
وقال التقرير أيضا إن التحرش الجنسي «لا ينصب فقط على شكل مادي ملموس، بل إنه يتخذ أشكالاً ثلاثة: أولاً تحرش جنسي لفظي، مثل ملاحظات وتعليقات جنسية مشينة، وطرح أسئلة جنسية. وثانياً، تحرش جنسي غير شفوي، مثل النظرات الموحية والإيماءات والتلميحات الجسدية. أما الأخير، فهو تحرش جنسي بسلوك مادي، مثل محاولة لمس، أو لمس جسد الطرف الآخر، تقبيل أو محاولة تقبيل الطرف الآخر».
بواسطة أمين أبوشعيد
المصدر : https://tassaout.net/?p=16735