تابعنا على انستغرام

مدينة اليوسفية:معالم مدينة اليوسفية بين الإهمال والتخريب والطمس…

تساوت 24
2014-12-31T10:35:32+00:00
الجهوية
تساوت 2431 ديسمبر 2014
مدينة اليوسفية:معالم مدينة اليوسفية بين الإهمال والتخريب والطمس…
المهدي ناقوس(مراسلة اليوسفية)
حديقة لمليار

تعتبر الحديقة الجديدة الممتدة على طول الجانب الغربي من شارع الحسن الثاني المقابل لمحطة القطار من احدث الانجازات التي تم إنشاؤها بمدينة اليوسفية، و تدخل ضمن المشاريع المنبثقة عن الزيارة الملكية من بين وعود أخرى أهمل بعضها وأنجزت أخرى بالرغم ما شابها من هشاشة وعشوائية ، ويسميها المواطنون تجاوزا بحديقة المليار نظرا للغلاف المالي الضخم الذي خصص لها والذي يفوق مبلغ المليار و300 مليون سنتيم بحسب ما يروج من أحاديث .. وقد استغرقت الأشغال بها زهاء سنتين كاملتين .. مبالغ مالية هائلة وضخمة حقا لو صرفت في مصالح أخرى أجدر أهمية ، أو بالاحرى في إنشاء حديقة عصرية بمواصفات حديثة بعيدا عن كومة الاسمنت هذه التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى مسطحات باردة وخالية من أية قيمة جمالية ، هذا في غياب منتزهات و مناطق وأحزمة خضراء بعيدا عن حدائق م. ش. ف الخاصة بأطره ، وتوقيف خدمات نافورة الكنيسة ، و التي جردت من محركها ، ونهبت ألواح المرمر النفيس من على جنباتها.
لكن المريب في الأمر هو أن هذه الحديقة التي دشنت عهدها بأضواء ملونة ونافورة و أزهار زاهية لم تصمد بوجه الزمان لأكثر من شهور قليلة لا تكاد تتجاوز أصابع اليد الواحدة ، تحولت خلالها إلى محج للعديد من الأسر للترويح عن النفس من الضغوطات اليومية ، ومركز حيوي يحرك الاقتصاد المحلي ، لتنطفئ مصابيحها تدريجيا ،وتدب العتمة الى جنباتها ، ويمتد العطب إلى أوصالها وتتوقف خدماتها و آلياتها ويسرح حراسها ، ويتحول صهريجها إلى بركة آسنة ونقطة سوداء لتجميع المياه المتحللة والعطنة والأتربة والنفايات ، وكان كل ذلك العناء بدل فقط لأجل تدشينها وتشغيلها مرحليا ليراها الناس ومن بعد ذلك يقضي الله امرأ كان مفعولا
و يتساءل المواطن اليوسفي ومن حقه معرفة الحقيقة عن مآل كل تلك الاعتمادات الهائلة ، التي ساعدت على تحويل الساحة إلى مجرد باحة إسمنتية فارغة باهتة ، وتوقف آلياتها وأنوارها عن تأدية خدماتها على الوجه المرغوب والمطلوب ، وعن إمكانية التوفر على ضمانة الصيانة التي تمنحها كل الشركات عند الانتهاء من الأشغال .
أشياء متعددة تطرح نفسها على فضول المواطن ببلاد احمر وهو يرى بعين اليقين تخلف المنطقة عن ركب التنمية ، وتدهور البنيات الأساسية وهشاشتها ، وغياب المصالح الخدماتية الضرورية إن لم نقل انعدامها بسبب الإهمال واللامبالاة من طرف الهيئات الوصية التي تحاول ترييف المنطقة وتعطيلها وجعلها تابعة لمدينة اسفي وبنجرير برغم كل مؤهلاتها وثرواتها الباطنية والطبيعية والبشرية الهائلة ، الشيء الذي يحز في النفس إن نفس القيمين والمسئولين عن تسيير الشأن المحلي والجماعي هم من أبناء المنطقة ، الذين كان هم اغلبهم إن لم نقل جلهم هو مراكمة الثروات والاغتناء اللامشروع ، وتبديد المال العام في أشياء تافهة و طرقات هشة لدر الرماد في العيون ، أشياء قليلة و يسيرة رأت النور على يد المكتب الشريف للفوسفاط لكنها قليلة ومجحفة بحق هذه المدينة المستضعفة مقارنة مع قيمة ومقدار ما يجنى منها من خيرات وثروت هائلة .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق