أعطيتهُ صوتي
وأول اللفظ صاد ,وآخره تاءٌ
فلما تمكن تمكيناً
استبدل الصاد سيناً
والتاء طاءاً سميناً
وصفعني بالسوطِ
حتى سالت من الجلد الدماءُ
هكذا استشعر شاعر الجمال عمر نفيسي آلامه وترجمها في أحد نصوص مسرحياته أواسط التمانينيات وهو يرثي حال بنو جلدته وما جرى لهم مع منتخبيهم وكيف يستبدل أنداك كنه الأشياء لتصبح أصواتهم التي عبروا بها على اختيارهم من يسير شؤونهم عبارة عن كرابيج تصفع بها جلودهم …والغريب في الأمر هو أنه لا اختلاف في حال التمانينيات مع ما نعيشه في الألفية الثالثة خصوصا في المنظومة الانتخابوية وفي اقليم قلعة السراغنة, التي يهان فيها رجالات الاعلام كلما نبس أحدهم ببنت شفة في اطار تنوير الرأي العام يحسبونه تحريضاً ولسوءتهم تعريضا…
ونجد من هم حري بهم أن يحتووا هذا الجسم الذي يسعى جاهدا على أن يرقى بمجتمعه ليبلغ مستوى معين من التحضر…قامواوتجندوا بكل ما أوتوا من قوة(وطبعا هم أصحاب القوة الخارقة على حد تفكيرهم)ليجيشوا بلطجتهم كالمعتاد وشواذهم الفيسبوكيين فيهاجمون بلغطهم هذا الجسم الضروري في الحياة غافلين ومتغافلين دوره في تنوير الرأي العام وكذلك تسويق منتجاتهم ومجهوداتهم وهنا تبدو درجة وعيهم في جهلهم كيفية تفعيل انتاج هذا الجسم. فيصح فيهم قول أن من أراد أن يصفع خد الاعلام فإنه سيصفع خده وهو لا يشعر…وإن أكثرهم لا يشعرون.
أما وإذا كان الإعلام هو تلك المرآة التي تعكس عمل المجتمعات فلا تنسى يامن يصوب فواهة مدفعه اتجاه الصحافة أن تلك المرآة لا استغناء لك عنها فإنها هي التي تتزين على انعكاساتها لتظهر في أفضل وأحسن حلة.
المصدر : https://tassaout.net/?p=5770