يتواجد حراس الأمن الخاص الدائم على مقربة من الكنيسة ومراقبة مرافقها، فكيف جردت الواجهة الفوقية للنافورة من رقائق الرخام الثمين والرفيع، وألحقت بمصابيحها وتجهيزاتها الكهربائية أضرار جسيمة، واختفاء هذه القطع الرخامية الثمينة على مرآى ومسمع من الحراس الليليين، والتي من المتوقع أن تكون قد أخذت الوقت الكافي لإزالتها سليمة نظرا لصلابتها وكبير حجمها وارتفاع سعرها، إذ يبلغ طول القطعة الواحدة حوالي المتر تقريبا على نصف متر، وهذا العمل التخريبي يعد جريمة شنعاء بحق هذه المعلمة الحضارية، وتدفعنا للتساؤل عن من يقف وراء هذا الإهمال والتدمير والتخريب الذي يحول هذا الأثر البيئي المستحدث حديثا وكان إحدى المنجزات الهامة بالمدينة إلى نقطة سوداء وبؤرة للقاذورات والأتربة، خاصة أنها شكلت في وقت غير بعيد متنفسا للساكنة، ومحجا للعرسان الجدد وزوار المدينة
قد لا نحتاج لأفكار العلامة ابن خلدون ومناقشة هادئة لها قصد تبرير العلاقة المريبة بين البداوة وخراب العمران، لأن هناك أشياء بديهية لا تحتاج لذلك، ذلك أن العديد من المفسدين من العامة يسوؤهم رؤية البسمة والفرحة على محيا الناس فيعمدون إلى تخريب ممتلكات عمومية انتقاما من ظروف اجتماعية واقتصادية يساعدون في صنعها وترسيخها
كما تجدر الإشارة إلى أن لصوص المتلاشيات قد شرعوا في اجتثاث الحاجز الحديدي القائم بموازاة زاوية شارع الحسن الثاني على بداية طريق لبلوك تمهيدا لسرقته، علما أن عمره يتجاوز الستين سنة، دون أن يثير ذلك حفيظة المسؤولين عن الشأن المحلي للحاضرة الفوسفاطية أو يدفعهم للتساؤل عن مآل هذه الممتلكات والمعالم المرتبطة بجماليات المدينة، والتي تتلف وتخرب وتنهب أمام أبصارهم، وكأن الأمر لا يعنيهم أبدا، علما انه سبقت الإشارة إلى مثل هذه الأشياء من طرف العديد من مراسلي الجرائد وجمعيات المجتمع المدني
يدفعنا هذا الأمر للتساؤل أيضا وأيضا، والسؤال موجه بالتحدد للمسؤولين عن تراث المدينة بإدارة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط باليوسفية كمجموعة اقتصادية وطنية عتيدة والسلطات المحلية عن سر هذا الإهمال، ولماذا لا نحمي هذه الممتلكات الخاصة من التلف والمخربين، ومن المسئول الرئيسي أمام دهشة واستغراب المجتمع عن كل هذا التسيب والتساهل الذي وصلت إليه الأمور في هذه المدينة التي تخرب على مهل
المصدر : https://tassaout.net/?p=618