يُحكى والعهدة على الراوي ، أن رئيسا انتدبته أمة على رأسها ، فهيئوا له ما يلزم من متكآت ليصبح رئيسا يبلغ ما يبلغ من سؤدد ، وحيث بلغنا رحمكم الله : أنهم استأسدوه ووقفوا بين أيديه أذلة كالخراف ، فقاموا له ولم يقعدوا ، وكادوا يُبَوِّئونَهُ مقام الأشراف ، فاشتد وطغى وتجبر وساد في طول وعرض البلاد ، فقهر العباد في رغباتهم ، وبعثر مالهم ، وكانت من بِطانته مجموعة من القردة يتقاسم وأياهم أسرار الغنائم ، ويستشيرهم في العزائم وفي المقابل يمجدونه كذبا ،وصار يغدق عليهم من مال من رفعوه ، فحكموا ، وسيروا البلاد على هواهم حتى احتدت شوكتهم ، وصارو يأكلون بنَهَمٍ ولا شبع، فمنهم من كان راعيا لا يَستَحِم ويتأبط عصا الغنم ،فأصبح من ذوي الهمم ، على رأس لجنة يقرر ويتاجر في الدمم، ومنهم من يجهل استعمال القلم ، وأصبح يعتلي القمم ، ويحوي من مال الشعب الرزم وصاحبنا الرئيس يصفق لهم ويمنحهم كُلُُّ حسب ما تَوَهَّم.
هكذا كان وهكذا صار ، فقد حررهم في اللعب لكي لا ينتبهوا لفساده ، وشاءت الأقدار أن تركهم جوعى و أراد أن يأكل كعكته بمفرده ، ليرتق أزمة اقتصاده ، لأنه أفلس ونفد زاده ، فقاموا له ثم رعدوا وزبدوا واعتصموا فحرَّموا عليه كعكته وأقسموا أن يقتسموا فما عاد للرئيس حَرَمُ وهو الذي كان بهيبةِ اللّيثِ فصار ككلبة راموا عليها جِراءٍ تَيَتَّموا .
هكذا عادت الجِراءُ لثدي ألفوا رضاعته وضاعت للرئيس هيبته حيث الأمة فطنت لخيانته أما الخاسئين الذين كشفوا عورتهم فقدكانت عودتهم لسيدهم صاغرين وكثرت عليهم الأقاويل ونزعوا السراويل وقيل أنهم باعوا والرئيس اشترى بمال المواطنين ، ألا إن لعنة الله على الكاذبين .
وقبل أن ننهي قصتنا فإننا نذكركم أن العهدة على من روى ومن أبدع أطوارها وبجمال الحكي غوى ، واللهم صل على من لا ينطق على الهوى .
المصدر : https://tassaout.net/?p=23647
عبد اللطيفمنذ 7 سنوات
كفى كذبا على احسن وافضل رءيس بلدية معارضوه يكرهونه لانه لم يترك لهم فرصة للنهب و السرقة