يعجبني حقا هذا الحرص الشديد لبعض المسؤولين الجماعيين الذين يطمحون للرجوع لكراسيهم عند اقتراب كل استحقاق انتخابي حتى أصبحوا يؤمنون الايمان المطلق أن تلك الكراسي هي مما ترك الوالدين وانطلاقا من حنين الانتماء والوفاء الجغرافي والغيرة على المدينة فأبناءها البررة يطلقون العنان للحلم والتفائل بشأن مستقبل عروسة تساوت وبأن هذه الانتخابات القادمة ستكون أحسن من سابقاتها وستفرز كائنات انتخابية أفضل مما سبق وستضحد المتطفلين وتشرق بالنزهاء والبررة من أبناء المدينة الا أن المشكل القائم ليس هو ما سبق أو من لحق أو منه التصق.فمهما تعددت الوجوه يبقى الكائن الانتخابي مخلوق بوجهين وجه الوعد ووجه الوعيد وما أطول عمر وجه الوعيد كما يبقى المثل الشعبي وارد “هز …لب وحط …لب حتى لقاع الشواري.
وأما الاشكال العويص والطامة الكبرى فهي في طريقة تعامل هؤلاء الناخبين مع ظاهرة الانتخابات التي أصبحت موسما ينتظره السماسرة وقصارى العقول والمبادئ لكسب المال وبمقابل زهيد للصوت الواحد والذي لا يتجاوز الورقة الخضراء الرخيصة يبيع المرء كرامته ليصبح منحنيا لا يستطيع الاستقامة حتى تنتهي الفترة ليستعد لانحناءة أخرى. حتى ألف واعتاد الدونية والركوع للفوقية.
فقبل أن نشير بالبنان لأحد لم يتوفق في تدبير الشأن المحلي أو لم يكن قريبا من المواطنين لكثرة انشغالاته أو منح رقاب الناس لأناس بعيدين كل البعد على التدبير السياسي أو…أو…أو… علينا أن نتذكر يوم ابتعناه له رقابنا المتمثلة في أصواتنا التي تمثل بدورها كرامتنا والتي لم نتقاضى مقابلها سوى ورقة خضراء أو زرقاء حتى . وهكذا ستبقى تتوالى عليكم الفترات والوجوه المقنعة حتى تعتبروا يا أولي الألباب.
المصدر : https://tassaout.net/?p=174