تابعنا على انستغرام

قلعة السراغنة:ساكنة دوار السكارتة بجماعة الهيادنة والليل الحالك.

تساوت 24
الاقليمية
تساوت 2430 نوفمبر 2014
قلعة السراغنة:ساكنة دوار السكارتة بجماعة الهيادنة والليل الحالك.
رشيد غازي
الوقاية

عاشت ساكنة دوار السكارتة بجماعة لهيادنة القروية ليلة مروعة بعد أن هاجمت فيضانات واد كاينو مساكنهم
وغمرتها بالماء والأوحال مدمرة الحقول الزراعية.
ورغم تدخل السلطات الإقليمية بمختلف أجهزتها فإن الوضع خرج عن السيطرة نظرا لقوة السيول الجارفة.
 الساكنة وضعت أيديها على حناجرها وأرواحها تكاد تزهق جراء الهلع والخوف الذي ظل مسيطرا عليها من تحول مناخي فجائي .
لكن تحويل مجرى واد كاينو نحو دوار السكارتة كان خطأ فادحا . لكن مالم يكن في حسبان المشرفين على هذا التحويل أن فيضان الوادي سيكون نقمة على العديد من التجمعات السكنية وخصوصا دوار السكارتة الذي يتواجد في سافلة الواد.
 كما أنه سجل غياب تام للمنتخبين   ولم تكلف نفسها حضور معاناة الساكنة وبقيت الأقلام الغيورة وحدها تآزرهم .

هكذا باتت ساكنة دوار السكارتة تعيش في حصار شبه تام نتيجة السيول الجارفة التي غمرت منازلهم والتي تسبب فيها تغيير مجرى واد كاينو نتيجة الأشغال التي باشرتها إحدى المقاولات المكلفة بتهيئته لحماية مدينة القلعة من الفيضانات إلا أن وكالة الحوض المائي ومن خلال عملها هذا  لم تنتبه لمثل هذه الأمور الكارثية التي ستصيب هذه المجمعات السكنية المهمشة
 كذلك فان الوضع في دوار السكارتة وضع كارثي مأساوي فالبرغم من تدخل السلطات لإعادة مجرى الواد نحو وجهته الأولى بوضع سواتر ترابية فإن مساكن الساكنة قد تضررت إلى حد أنها باتت وشيكة الإنهار نتيجة غمر المياه لها بشكل مباشر وقد فقدت الساكنة كل مؤنها من تغذية وعلف لمواشيها وقد نجت بأرواحها وأرواح أبنائها.ورغم عمليات التجفيف التي قامت بها وحدات الوقاية المائية لإستخراج مياه الفيضانات فإن الوضع بات خارج السيطرة.
نذكر هنا بأن مهندسا فرنسيا خلال الأربعينات القرن الماضي كان قد فكر في تغيير مجرى واد كاينو نحو واد تساوت انطلاقا من مقطع دوار تيجينة لينساب وسط هضبة الدزوز المنخلعة عن سلسلة الجبيلات إلا أن ظروف الحرب العالمية الثانية والتعجيل باستقلال المغرب حال دون تنفيذ المشروع
فهل ستفكر السلطات في تحويل مجرى واد كاينو نحو وادي تساوت بدل أن تقوم بتهيئة ضفتيه بشكل مريب فقد تحمي المدينة لكن ستغرف تجمعات سكنية أخرى بسبب انسياب مياه الواد وقت الفيضانات.
لقد شكل فيضان واد كاينو منذ وجود مدينة القلعة  لعنة بفيضاناته المريبة لكل الساكنة.
فكيف يعقل ونحن في القرن الواحد والعشرين أن نظل أسيري نزوات مجرى جاف ومزاجية تقلباته نتيجة الفيضانات والسيول؟
فهل ستتجند السلطات الإقليمية لوضع خطة استراتيجية وتعمل على بناء قناة جديدة تعمل كرافد للواد لتحويل مجراه نحو واد تساوت قرب جماعة أولاد يعقوب.
فجيولوجيا ومرفولوجيا المسألة محسوم فيها ولاينقص سوى المبادرة السياسية للقيام بهذا العمل الذي من شأن إنجازه تجنيب مدينة القلعة والدواوير المتواجدة سافلة الواد تجنبيها فيضانات فجائية جارفة ومدمرة خصوصا وأن مناخ المغرب يسير نحو تحولات كبرى نتيجة مايعرف بظاهرة النينو والتي تسبب فيها الإحتباس الحراري.
فحتى بناء سد تلي قرب جماعة اجبيل لم ينفع في شيئ خصوصا وأن حقينته صغيرة وقدرته على استيعاب مياه الفيضانات غير كافية.
فالحلول الظرفية والمتسرعة والترقيعات لن تفيد في شيئ ومعها سيبقى الخطر محذقا بالساكنة.
وحتى كتابة هذه الأسطر فجرا ومن خلال الإتصال بالساكنة هاتفيا خصوصا وأنني شخصيا وقفت على معاناة الساكنة ميدانيا أمس ففي حديثهم هذا الصباح نبرة حزن شديدة نتيجة الحصار الخانق الذي باتوا فيه خصوصا وأن تقلبات مناخية سيئة قادمة حسب افادات الأرصاد المغربية في القادم من الأيام.
وماخفف عن الساكنة بعض الشيء هو تفقد السيد العامل محمد صبري شخصيا للدوار المنكوب وإشرافه المباشر على مجهودات السلطات للسيطرة على الوضع الكارثي.
والجدير بالذكر أن أصحاب الأقلام الرخيصة بالمثل العربي(أبي يغزو وأمي تحدث)فقد تحيزت كثيرا لأولياء نعمتها وتجاهلت نكبة لعرارشة التي تعتبر نكبة اقليم بأكمله فلما عميت هذه الأقلام عن وصف الحقيقة
وأقول لهم كفاكم تحيزا لأولياء نعمتكم فنكبة لعرارشة نكبة إقليم بكامله.
فأي حقيقة تنقل أقلامكم.؟
إن موعدكم طلوع الشمس وبزوغ خيوط الفجر لتتكشف كارثة حقيقية ألمت بالساكنة.
وكل عام وساكنة السكارتة في موعد مع مزاجية واد كاينوا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق