شهر مارس لهاته السنة ليس كباقي الاشهر خلال السنتين الفارطتين حيث ساد خلالهما جفاف قاحل اثر على الزرع والضرع بالاقليم وعموم بلادنا.
شهر مارس من سنة 2017 يشكل اذن الاستثناء بكل مافي الكلمة من معنى وان كان هذا الشهر يحمل ذكريات جميلة فيما مضى من تاريخ بلادنا حيث كان يصادف احتفال المغاربة بعيد العرش المجيد عيد تربع العاهل الراحل الحسن الثاني قدس الله سره على عرش اسلافه الميامين وماكان يعرفه المغرب من احتفالات مخلدة لهاته الذكرى المجيدة والتي كانت تتصادف مع موسم فلاحي زاهر حيث الحقول الخضراء والربى والجبال المزهرة مشكلة لوحة فنية وابداعية اكثر من رائعة في تناغمها مع الموسيقى الشعبية .
شهر مارس لسنة 2017 بالاقليم يشكل حدثا تاريخيا في التقويم الفلاحي والزراعي بالنسبة للسراغنة فهو ذو حمولة معنوية قوية نظرا لتساقط الامطار وانتظامها ومدى تاثيرها على الغطاء النباتي وعلى الحقول الزراعية التي تحولت مزروعاتها من القمح والشعير الى منظر رائع يغري بالمشاهدة والتنزه كما ان المراعي تحولت الى زرابي مزركشة تعج بالازهار البرية.
واللافت للانتباه هاته السنة هو عودة طائر السمان الى التغريد بعد ان اختفى تماما ولمدة عامين تقريبا بفعل توالي سنوات الجفاف وغياب الطعام والماء.
كل صباح بدأنا في سماع صوت هذا الطائر خلال فترة تزاوجه ويطلق السراغنة عليه التمربيط اشارة الى صوت السمان الانثى والذكر .
وللاشارة فان تغريد طائر السمان يعتبر فأل خير نظرا لارتباطه بالخصب والعطاء.
ويحضن طائر السمان على بيضه اربعين يوما ومباشرة بعد التفقيس تخرج فراخها من العش بحثا عن الطعام نظرا لتميزها بالسرعة المفرطة كما ان السمان يتميز بخاصية التخفي والتمويه .
المصدر : https://tassaout.net/?p=18378