من بين الظواهر السلبية التي أصبحت تقض مضجع سكان مدينة شيشاوة ظاهرة بوجلود “” هرم “” التي تقام كل سنة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث يتجند العشرات من الشباب العاطل لخلق جو من المنافسة بين مختلف أحياء المدينة .وبدائي تتنكر من خلاله فئة من الشباب خلف لباس مصنوع من جلود أضحية العيد، خاصة جلد الماعز، يتكون اغلبها من المراهقين والقاصرين حيث يرقصون ويتمايلون عبر شوارع وأزقة واحياء المدينة على ضجيج هذا الصخب غير المتجانس ، بينما يركض الأشخاص المغلفون بجلد الماعز من قمة الرأس إلى أخمص القدمين بابتزاز الساكنة والمارين وإزعاجهم بتقليد صوت البعير أو ضربهم بحوافر الماعز التي يحملونها معهم من أجل الحصول على بعض الدريهمات أو قطعة من السكر من بعض الأسر التي مازالت تؤمن ب«الخرافات» وتعتقد أن ضربات بوجلود تزيل النحس وتنزل الخير و البركات .
إنها حقا ظاهرة أصبحت مزعجة وسلبية وتعكر صفو هذا العيد الديني المتميز وتقلق راحة السكان يوم العاشر من ذي الحجة وبعده من كل سنة، خاصة وأنها قد تسببت في عدة أحداث مؤلمة أدى الى اصابات بليغة . بعد أن كانت تنظم عبر تاريخ المنطقة عشية اليوم الثاني من عيد الأضحى بشكل معقول بغية إحياء هذه الحلقة من الموروث الثقافي الذي تزخر به منطقة شيشاوة بشكل عام ، و التي انطلقت بها هذه الفوضى في اليوم الاول من العيد والأكيد أنها ستستمر إلى ثلاتة ايام. دون أن تتحرك السلطات المحلية وكأنها لا تبالي بهذا العبث اوعلى الأقل تقنينه وعدم الترخيص إلا للجمعيات الثقافية المهتمة بإحياء التراث المحلي على غرار مدن اخرى . لكن وعلى ما يبدو أنها جد مرتاحة لهذا التضبيع و الإزعاج و التسول المقنع الجديد للتخفيف من أزمة البطالة ما لم يتحول الأمر إلى احتجاج وتنديد ! .وكما هو معلوم بعض المراهقين يستغلون هده الفرصة للسرقة .كما هو شأن الذي وقع بحي الامل اليوم الثاني من العيد سرق هاتف محمول لفتاة تقطن بنفس الحي من طرف مايسمى “هرم” بوجلود ، وفر الى وجهة مجهولة بدون معرفته لتنكره تحت لباس جلود اضحية العيد .
الحسين المغراوي: شيشاوة
المصدر : https://tassaout.net/?p=13715