تابعنا على انستغرام

الصحافة ليست ” بعبعا ” أيها المسؤولون عن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

تساوت 24
2014-12-10T21:00:26+00:00
الاقليمية
تساوت 2410 ديسمبر 2014
الصحافة ليست ” بعبعا ” أيها المسؤولون عن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش
النقابة-المستقلة-للصحافيين-المغاربة-

لايجادل أحد في أن الصحافة بكل مكوناتها هي المرآة التي تعكس عمل المجتمعات، والمتعارف عليه في كل بلدان المعمور، أن الصحافة سلطة رابعة، تمارس رسالتها بحرية مسؤولة في خدمة المجتمع، تعبيرا عن مختلف اتجاهات الرأي العام، وإسهاما في تكوينه وتوجيهه، وممارسة النقد ونشر الأنباء .. ودورها يشكل حجرة الأساس في أي مجتمع متحضر .. خاصة في عصر الثورة الإعلامية التي يعيشها العالم اليوم، والتي حولت الصحافة والإعلام بصفة عامة إلى أداة نقل مباشر للحدث، بالصوت والصورة وبالزمان والمكان الذي تجري فيهما الأحداث، الأمر الذي أعطى لرجال مهنة المتاعب قوة حضور، وقدرة على تشكيل الرأي العام، وهناك أيضا مهاما مطلوبة من الصحافة تجاه الرأي العام الوطني، الشيء الذي يجعلها حاملة لرسالة يطلق عليها رسالة الإعلام .. هذه الرسالة النبيلة التي يجب أن تؤدى في أحسن الظروف وعلى الوجه الأكمل، وإلا ستنعت هذه الصحافة بالضعف، وهذا عامل مقنع لجعل القراء والمتلقين والمشاهدين، الذين ينتظرون من صحافة بلادهم أن تكون مصدرهم الأساسي، لتطلعهم على ما يجري داخل وطنهم وخارجه حتى لا يلجئون إلى الإعلام الأجنبي بحثا عن توجيها أقوى، وخصوصا العالم الآن يعرف الغزو الإعلامي عبر الفضائيات، لكن يظهر أن صحافتنا في ظل بعض الأوامر والتعليمات التي تجود بها أمزجة بعض المسؤولين، الذين تضايقهم السلطة الرابعة وتقلق راحتهم، بل وتربك حساباتهم كما تنشر فضائحهم، يخلقون عراقيل من شأنها منع خدام صاحبة الجلالة من أداء واجبهم المهني المنوط بهم، حتى لا يعلم الرأي العام الوطني بما تمور به أرض الوطن.
وبالمناسبة، ونحن نكتب في هذا الباب، استحضرنا الموقف المهين الذي وقع قسه أخد الصحافيين خلال ندوة صحفية نظمت السبت بقاعة السفراء بمدينة مراكش، على هامش الدورة الرابعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حيث طرح على لجنة التحكيم سؤالا باللغة العربية، كان من اللازم ترجمته إلى اللغات الأجنبية كما جرت العادة بذلك، لكن لم يكتب لسؤال هذا الصحافي أن يعرف طريقه إلى الترجمة الفورية، ولسبب غير مبرر طلبت منه المنسقة والمترجمة للغات ترجمة سؤاله إلى لغة أجنبية، الطلب الذي لم يرضخ له الصحفي المعني، مما جعل المعنيين بالأمر يقدمون على إلغاء السؤال والمرور إلى أسئلة أخرى، وهكذا تم حرمان الصحفي من تلقي جواب عن سؤاله، وهذا يدخل في أساسا في باب احتقار اللغة العربية والصحافة المغربية وإقصائهما، بل وإهانتهما الإهانة البالغة، التي تمس الشرعية الدستورية للغة العربية في الوطن .. موقف مثل هذا يجعل الصحافيين المغاربة يتجرعون مرارة الحرمان .. ويعكس بالملموس صورة باهتة وجارحة لقيمة الصحافة والإعلام ببلادنا، والتمادي في سلك أساليب هدر كرامة المهنيين، والعمل على تكميم الأفواه بكل أساليب التخويف والترهيب، والمنع والإقصاء الممنهج، والحكم بالموت على الفاعلين الذين لا يسيرون حسب أهواء من بيدهم زمام الأمور.

ليست هذه الواقعة وحدها التي عرفها هذا المهرجان، بل هناك هفوات كثيرة سجلت وتسجل باستمرار في الكثير من دوراته .. وكنموذج آخر حي قضية مدير الجريدة الورقية والإلكترونية “الأحداث الوطنية” التي تصدر من مدينة مراكش، عضو الفرع الجهوي للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة بمراكش تانسيفت الحوز الذي منع من حضور المهرجان رغم توفره على اعتماد مسلم له من الجهة المسؤولة بخصوص الدورة 14، (انظر الصورة) وذلك على خلفية مناوشات وقعت بينه وبين أحد عناصر الأمن الخاص المكلفة بالحراسة، خلال الدورة 12 للمهرجان، حيث اعتدى عليه هذا الأخير بالسب والشتم ومنعه من الدخول لحاجة في نفسه، ومن تم أصبح المدير المعني ممنوعا من تغطية أشغال المهرجان، ضدا على القانون والأعراف، وإن دلت هذه المضايقات على شيء، فإنها لا تدل إلا على سلوك يترجم ثقافة وضع العصا في العجلة، ما دام أن الجسم الصحفي الوطني بدون مرجعية قانونية جديدة كفيلة بصيانة وجوده واستقلاليته من جهة، ومستوعبة للتحولات الداخلية والخارجية، وقادرة على تحفيز الفاعلين وكافة المتدخلين في قنوات تمويله وتسويقه وإنتاجه من جهة ثانية، خاصة في شروط المرحلة الراهنة التي تزايدت فيها الإكراهات والانتهاكات التي تسعى إلى تقليص دوره الإخباري والتنويري والتنموي، على غرار ما يوجد عليه في الدول التي آمنت بدوره كسلطة رابعة، وقننت ذلك في دساتيرها، ووفرت له الشروط المادية والقانونية التي تعزز دوره كرأي عام مستقل وفاعل، سواء في الإخبار والمساءلة أو التنوير أو نشر قيم المواطنة والحداثة والديمقراطية، أو الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان، والخصوصية الثقافية والحضارية، عكس ما هو عليه في الوطن، بحيث أصبح مستهدفا من قبل لوبيات الضغط التي تتعارض مصالحها ونفوذها مع ما تريده صحافتنا وإعلامنا في الوطن، والذي وجدت فيه هذه اللوبيات المناهضة للتغيير والدمقرطة والتحديث كبش الفداء، والحلقة الأضعف لتمرير وشرعنة استغلالها ونهبها، ومن موقعنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، وكمواطنين ومهنيين غيورين على صحافة بلادنا، وحتى لا يؤول كلامنا نقول للجميع أنه لا يزال في الإمكان معالجة ما يعيشه مشهدنا الصحفي والإعلامي من عبثية وتأخر وانزلاقات، إذا كانت هناك إرادة حقيقية للالتفاف حول جذور المشاكل المطروحة، وفي مقدمتها صياغة المرجعية القانونية الملائمة التي يتطلع إليها شرفاء الوطن في مهنة المتاعب، التي يحتاج تطورها نحو الأفضل إلى مشاركة كافة مكونات الجسم الصحفي والإعلامي، فهل سنعيش هذه اللحظة التاريخية، أم أن رياح التغيير لن تهب على بلادنا كما يحدث الآن في أكثر من جهة جغرافية من عالمنا المعاصر..؟ فكفى من الاستخفاف بالفاعلين الصحافيين، ومنعهم وتعنيفهم وإقصائهم، ونقول في الختام لمن يراهنون على تقليص الهامش المتاح من الحرية أنه لا يمكن تغطية الشمس بالغربال .. ! ونثير انتباه المسؤولين عن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذين نحملهم كامل المسؤولية عما وقع لهؤلاء الصحافيين، أن هذه الوقائع التي سردناها لا تمثل إلا قطرة من فيض الغصة التي يشعر بها كل صحفي يحترم قلمه ويعمل وفق ما يقتضيه الضمير المهني والواجب الإنساني .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق