التيكي تاكا هي نسخة برشلونية لاسلوب الكرة الشاملة، وعندما نبحث عن أصل المصطلح نجد ان أول من اختلقه كان مجموعة مدربين باسكيين على رأسهم مدرب المنتخب الليبي خافيير كليمينتي في اوائل الثمانينات لسخرية من اسلوب لعب برشلونة الذي كان يعتمد على المهارة واللمسة الواحدة اكثر مما كان يعتمد على الجانب البدني واللعب نحو العمق في اتجاه مرمى الخصم، وهذا الاسلوب فشل مع مدربين مثل أودو لاتيك ومينوتي وفانايبلس في الثمانينات، وفقط سينجح مع كرويف بداية من 1991، اي بعد ثلاثة مواسم من تواجد المدرب الهولاندي على رأس ادارة برشلونة، وذلك بعد ان أدخل تعديلات جوهرية، اهمها اللعب بليبيرو من حجم كومان ومنح اللاعب رقم 4 اهمية قصوى في التحكم بالوسط وتدعيمه بلاعبين مهاريين مع تثبيت الاظهرة في دفاع من ثلاثة لاعبين فقط واعتماد الحركية: تحرك بالكرة وبدون كرة لخلق مساحات.
بمعنى ان المصطلح ظهر قبل مجيئ كرويف، وعاد لظهور قبل مجيئ بيب ايضا، وذلك في موسم 2006 عندما استعاده الصحفي الراحل اندريس مونتيس لوصف اسلوب لعب برشلونة والمنتخب الاسباني، قبل ان يتم استعماله بشكل رسمي لوصف لعب المنتخب الاسباني في كأس أمم أوروبا 2008، من جهة اخرى العديد من الخبراء يؤكدون ان الاب الروحي الحقيقي الذي وضع أسس الكرة الشاملة بنسختها التيكي تاكا في مدرسة برشلونة لناشئين كان هو لوريانو رويس عندما تم تنصيبه مديرا لمدرسة لاماسيا في 1972، الذي قام بوضع المعايير الضرورية للمقومات التي يجب ان تتوفر في اللاعب الذي يجب اختياره لولوج مدرسة برشلونة، وايضا هو من اختلق ما يسمى الان بRondo او التمرين الذي يتوسط فيه لاعب او لاعبين دائرة من لاعبين اخرين يقومون بتبادل الكرة بلمسة واحدة، وايضا يعتبر الرجل الذي أبدع في الرسم التكتيكي 3-4-3 وأدخل عليه بعض التعديلات مثل تأخير رأس الحربة، ومنح اللاعب 4 و6 دورا متقدما في وسط الميدان يشارك في بناء العمليات، وعدل من وضعية 8 بحيث يصير LM (انييستا كمثال) يميل الى داخل رقعة الملعب عكس الجناح للمشاركة في Rondo، وايضا عدل من موقع 10 بحيث اصبح لاعب وسط هجومي بدلا من مهاجم ثاني، وكل هذا لمنح الفريق كثرة عددية في الوسط.
خلاصة القول اختلاق التيكي تاكا لم يكن أبدا متزامن مع وجود بيب او كرويف، بل ظهرت في اوائل الثمانينات على يد مدربون باسكيون كانوا يفضلون اللعب البدني والمباشر كمصطلح للانتقاص من اسلوب لعب برشلونة الذي كان يكثر من اللمسات بدلا من اللعب في العمق باتجاه المرمى.
صورة لوريانو رويس على غلاف كتابه:
” منهجية البرصا الأصيلة”
المصدر : https://tassaout.net/?p=136
