مما يجب سرمدته من خلال مقالاتنا عبر ذلك الهوس المسمى بالكتابة هو الوقوف باحترام أمام بعض الهامات التي خلدت نفسها بغزارة تفانيها وفائض حبها لثقافتنا المغربية الغراء المثقلة بالجمال.
فلا يغتفر ما اقترفه كل من كتبوا وأغفلو خادما خدم الثقافة المغربية من خلال عمله الجمعوي وإبداعه…إنه الشاعر الزجال المبدع سلطان الما حيث أن لقبه هذا له علاقة ضرورية بكل انشغالاته فماء شعره يتقادف من أعالي قمم الشعرية وينساب من شاعريته زنجبيلا سلسبيلا…وفي واقع حاله يستمد صفاء ماء قلبه من نهر ملوية داك النهر المعطاء ، ليبقى ما قلناه على علاقة سلطان الما بالماء لا يتجاوز لقب لُقِّبَ به الشاعر الزجال والروائي والقاص حفيظ اللمتوني…أما المحتوى المعرفي لهذا الأسمراني فهو نار تلتهم كل الأوراق بشراهة وهو نهر بحجم ملهمته ملوية في هرق الحبر…حتى وأنه شاءت الأقدار أن يكتب له عيش في منطقة جبلية تدعى بركين منعزلة شيئا ما إنما الذات الشاعرة لدى حفيظ اللمتوني استأنست بذكرياتها مما لملمته من جمال وبهاء وسناء…هذا ولا ننكر أنها رحلة خلفت في نفس حفيظ الإنسان شرخا سببه بعده عن عائلته ما أجج بركان ملاكة الرجل في تحصيل المعرفة حيث أنه التهم من صفحات الكتب الشعرية والمسرحية والروايات ما مجموعه 31350 صفحة…لتبقى هذه الحصيلة شاهدة على زمن قضاه وهو يرافق بياض الثلج الذي يداعب شعيرات مخمل معطفه كل شتاء بمنطقة بركين ورافقه أيضا شاعرا كبيرا يعتبر ظله ويشاركه في كل مشاريعه الثقافية والذي أعتذر منه على مااقترفت يراعي وهي تمر على اسمه مرور الكرام …إنه الشاعر الكبير سيدي محمد الزرهوني الصديق الوفي والرفيق لشاعرنا الزجال حفيظ اللمتوني.
هكذا فالرجل لم يكتفي برفقة الأدباء على الواقع بل رافق أدباء مخلدون من إجيال سابقة عبر السفر الى عوالمهم من خلال التهامه صفحات مؤلفاتهم فكانت رفقته لكُتّاب ومترجمين والسفر وأياهم على متن الرواية أو الدراسة أو السيرة أو الشعر والزجل لا بد من الوقوف إليها وعليها حتى يلتقطها التاريخ ضمن تدويناته من أجل الإنصاف وذلك أظعف الأعمال.
وطبيعي أن نتذكر أشياء هذا المبدع وخصوصا تلك التي سقطت منا سهوا ونحن نقتفي آثاره ، وللمثال لا الحصر عندما نذكر المتتبع أن سلطان الما ليس فقط مشيع أو مشاع كلقب منتشر يدل على حفيظ اللمتوني ، بل هو مخلد ضمن إبداعاته… حيث صدر له مؤخرا في الثلث الأخير من سنة 2016 كناشا زجليا تحت عنوان سلطان الما ، وإن فكرة تخليد هذا اللقب عبر كتابات إبداعية تنم عن الذكاء حيث تنصف اللقب ذاته أو يقتسم الٱنصاف “أي اللقب”مع تجربة اللمتوني ويعتبر هذا الاقتسام مشروعا لملازمته لهذه التجربة مند بدايتها وطيلة عمرها .
أما وما يحز في النفس هو عندما تثقف هذه الجوهرة السمراء التي تتعرق إبداعا وتنجز إنجازات تثير الجدل ، ولكن تقابل بالجفاء ولا أحد من الأقلام الإعلامية المحلية بجرسيف المحبة تناول يوما ٱنجازات هذا الأسمراني أضعفها ترسيخ فعل القراءة ببلوغه رقم قياسي من التهامه لصفحات الكتب والمجلدات خصوصا ونحن في زمن العزوف المطلق على القراءة..وكذلك أشياء أخرى كثيرة تبقى ضمن الأشياء التي ينجزها حفيظ اللمتوني ولا يرتجي من خلالها فضلا ولا شكورا
المصدر : https://tassaout.net/?p=17629
خالدمنذ 7 سنوات
انا من اصدقاء سلطان الماء، وله الفضل علي في كثير من المحطات، هو من ادخلني عالم العمل الجمعوي سنة 1997، و بعدها العمل السياسي،
على يده تعلم الكثير العمل الجمعوي، منهم من سار على الدرب، ومنهم من انسحب، ومنهم من اصبح انتهازي يقتات من فتات الموائد
الصحافة المحلية و نستثني منها القليل، اصبح تكتب تحت الطلب ولمن يدفع اكثر، او تبحث عن الفضائحية و تشويه الاخر بدون دليل