في اللحظات التي كانت فيها الساعة تشير إلى الثامنة والنصف ليلا قام أعضاء المجلس البلدي للعطاوية بعد يوم من الإعتصام مكبلين أيديهم ومكممين أفواههم بشد الرحال إلى ولاية مراكش /آسفي لطرح مشاكلهم ومعاناتهم بين أيدي والي الجهة بعد أن ضاقوا ذرعا وبلغ لديهم السيل الزبى وفقدوا الثقة في السلطة المحلية على حد تعبيرهم وأدركوا أنها تتواطئ ورئيس البلدية الذي يتحكم بيد من حديد ويتباها بكونه برلماني متحديا كل القوانين والأعراف حيث اعترض طريقهم باشا المدينة وتابعتهم فرقة الدرك الملكي وهم يمشون حفاة الأقدام كتعبير عن استنكارهم للتدبير المجحف الذي ينهجه الرئيس ، وحيث أن النقطة التي أفاضت الكأس كما ذكر منسق الأغلبية المعارضة أن محضر الدورة الإستثنائية الفارطة والذي هو من حق المستشارين أن يتسلموا منه نسخة لكل من طلبه قد رفضت السلطة تسليمه للمستشارين بغية أشياء تندى لها الجبين وتعود بمغرب المؤسسات إلى الوراء سنينا عددا . هكذا شدوا الرحال تحت جنح الظلام معولين أن يصبح عليهم الصبح في فناء مقر ولاية مراكش/آسفي ، أليس الصبح بقريب..؟ وهكذا يعزمون عندما لحق بهم طاقم جريدة تساوت 24الذي تدخل بخيط أبيض وعطل المسيرة متفاعلا مع طلبات الأعضاء إلى أن حضر السيد الكاتب العام وساهم طاقم الجريدة كذلك في إقناع الأعضاء على الحوار والعودة إلى بناية الباشوية حيث أن الجمع وصل إلى أرض خلاء بالقرب من شعبة القوس للحفاظ على عافية الحوار . وكما كان لطاقم الجريدة دور فعال في إخماد نار الفتنة وتواصل بحكمة مع تقنية السيد الكاتب العام في تهدئة الأوضاع ومما استغرب له الأعضاء واستنكروه هو عندما وصل الجمع مكتب الباشا قام هذا الأخير واستثنى دخول ممثلي وسائل الإعلام بذريعة أن الباشا لا يريد نشر الغسيل ما لم يوافق عليه الأعضاء وقد اتضح في الأخير أن باشا المدينة يحرص على أن لا تصل بعض الحقائق إلى علم الكاتب العام…خصوصا وأنه عندما يصل الحديث إلى الإختلاسات واتهامات الرئيس مباشرة من طرف الأعضاء يتدخل الباشا وهو يستجدي عبارات لغة الخشب ويغير مجرى الحديث إلى أن انفجر الجمع وكادت أن تكون مشادات لا تحمد عقباها .وقد تفرق الجمع وسط الأصوات المتعالية والساعة تشير إلى منتصف الليل. واتضح جليا أن ليس الرئيس هو المتورط الوحيد .
المصدر : https://tassaout.net/?p=23281